المهندس علي ابو صعيليك يكتب: إشاعات وتشريعات وتطبيق إرتجالي

علي ابو صعيليك-  لا يختلف تأثير الفايروسات ومنها الكورونا عن تأثير الإشاعات التي يطلقها بعض البشر يوميا من منطلقات مختلفة منها حب الظهور ومنها أشخاص مأجورون ينفذون أجندات محددة ويستهدفون إستقرار الوطن وفي حالات أخرى محاولة قتل الشخصية أو المؤسسات العامه وهؤلاء تحديدا قد باعوا ضمائرهم بثمن بخس، وينتج عن الفايروسات الحقيقية حالات مرضية قد تنتهي بالوفاة وينتج عن الإشاعات (الفيروسات البشرية الصنع) حالة معنوية سيئة وإحباط وإنعدام ثقة وهو ما يؤثر بشكل أو بأخر على الصحة النفسية وفي بعض الأحيان ينتهي الأمر بالوفاة.  لا شك أن هنالك أزمة ثقة تتزايد بين الحكومات والشعب وهي نتاج تراكمات عديدة منذ عقود قامت بها الحكومات من خلال وعود كاذبة ومشاريع فاشلة وعدم إستحداث فرص عمل حقيقية وغيرها من مسببات أزمة الثقة، ولكن هل يعقل أن يكون هذا مبرراُ لأن يقوم البعض بإستخدام منصات التواصل الإجتماعي من أجل بث الكثير من الأفكار المسمومة التي تؤثر سلبيا على معنويات المواطنين؟ وهل نشر الإشاعات هو ردة فعل مقبولة على سوء أداء الحكومات؟ ولماذا نمعن بإستمرار في إستخدام وسائل التواصل بما يخالف القيم والمبادئ الدينية؟ ألم يقل الله سبحانه وتعالى {يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} ولماذا يتجاهل البعض قول الحبيب المصطفى {كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع} وأيضا {إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً}؟ وتعتبر القوانين والتشريعات هي إحدى طرق مواجهة الإشاعات فهي تحد من إنتشار الفيديوهات السامة التي يروجها كل من هب ودب (ولكنها تحتاج إلى إرادة عليها لتطبيقها وليس تخزينها في الأدراج)، فعلى سبيل المثال يمنع التدخين في بعض الأماكن رسميا (وفق القانون) ولكن التدخين يمارس في تلك الأماكن من المسؤول والمواطن! وهنا نتسائل عن جدوى وجود قوانين وتشريعات غير مطبقة أو مطبقة على البعض وغير مطبقة على البعض الأخر ويتم تفعيلها في الأزمات بنظام الفزعة التي ما تلبث أن تتلاشى! وهنا نؤكد أن تطبيق عقوبات مثل السجن والغرامات المالية قد يؤتي أكله ونستذكر هنا (البعض يخاف ما يستحي). ولنا في قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه الكثير من الفائدة {الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع} ومن ذلك يستطيع كل شخص أن يضع نفسه في المقام الذي يختاره لنفسه من خلال سلوكة ولا يعقل أن يلقي دائما باللائمة على الحكومات والسياسات وإذا كان هناك قليل من الإشاعات ثبتت صحتها فإن الغالب منها ثبت أنه كذب وللأسف الكثير منا يعشق الكذب!

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى