موهبتي مبادرة طلابية لاحتراف القصة القصيرة

قد تكون الظروف الاستثنائية التي نعيشها حاليا مقيدة لحركتنا الجسدية وتفرض علينا نمط حياة جديدة لم نعتدها من قبل، لكنها لم تكن عائقا أمام إبراز الطاقة الإبداعية في مبادرة تعتمدة في المقام الأول على الخيال في تحويل الأفكار إلى نصوص مكتوبة وهذا ما تم حقا في مشروع (موهبتي) للكتابة الاحترافية في مجال القصة القصيرة الذي أطلقه بيت التراث والفنون في مدينة الفحيص وبمشاركة ٢٤ طالبا تم تبني موهبتهم في إطار سعيه لدعم المواهب في مجال كتابة القصة القصيرة، ليطلقوا بعدها العنان لأنفسهم محلقين في سماء الإبداع والتألق.

تصف المشاركة مريم حتر ١٤ سنة المبادرة بالمفيدة جدا حيث استطاعت إخراج المواهب الحقيقية لدى المتدربين للعلن كما أنها أسهمت بتفجير الطاقات لديهم مرجعة الفضل بذلك للأستاذة هبة شتيوي مبينة أنها الأقرب لقلبها وصاحبة الفضل الأكبر عليها مذكرة بالأثر الطيب الذي تركته في نفسها كمدربة ومشجعة للمواهب الناشئة

وتتابع: أن حب الكتابة هو ما دفعها للمشاركة في المبادرة التي نقلتها من أسلوب الهواة إلى الأسلوب الاحترافي القائم على أسس الكتابة العلمية والممنهجة للقصة القصيرة.

وعن التغيير الذي أحدثته المشاركة تؤكد حتر أنها لمسته واقعا في أسلوب الكتابة وتحويل الفكرة إلى نص إضافة إلى التغيير في شخصيتها التي تحولت من الجدية إلى شخصية تفاعلية مهتمة بالمشاركة في جميع الأنشطة والفعاليات التي يقيمها بيت التراث والفنون.

أما المشاركة كاثرين داؤود ١٦ سنة قالت إن مبادرة (موهبتي) سلطت الضوء على التوظيف المثمر لطاقاتنا والقدرات التي نملكها وساعدت على تنميتها ، مضيفة إلى أن المبادرة كانت مقتصرة ومتخصصة في مجال القصة القصيرة فقط لكنها كشفت مواهب أخرى لدى المتدربين كالغناء والتمثيل المسرحي مما دعا القائمين على التدريب إلى التفاعل معنا وتشجيعنا على إظهار كل ما لدينا من إمكانيات.

وعن المهارات التي اكتسبتها خلال التدريب قالت داؤود تعرفنا على مبادئ وأساسيات كتابة القصة وعناصرها الأساسية عبر جلسات تعلم نظرية وعملية تدعونا للابتعاد عن التفكير المعتاد وإخراج أفضل ما لدينا

وختمت داؤود حديثها بوصف نفسها أنها من الشخصيات التي تهتم بتفاصيل الأشياء وكانت تعتقد بأنها صفة سلبية في شخصيتها ولكن المبادرة استطاعت أن تعزز في نفسها أن فكرة الاهتمام في تفاصيل الأمور ميزة يمكن استثمارها في مجال الكتابة مشيرة إلى أن خططها المستقبلية تتمثل في الإلقاء والتوجه لدراسة الإعلام بعد الدعم الذي تلقته خلال المبادرة.

بدوره أعرب الأستاذ يسار العجارمة عن بالغ إعجابه بهذا النشاط التفاعلي قائلا إنها من أجمل المبادرات التي شاركت بالتدريب بها لأنها تهتم بالجيل الناشئ في إشارة منه إلى الأعمار المستهدفة (١٤ -١٦) سنة، مضيفا إلى أنه اطلع على باقي مراحل التدريب ولمس شخصيا مدى التحسن والتغيير الذي أحدثته المبادرة بالفئة المشاركة خصوصا المهارات المتعلقة بصيغة الكتابة والأفكار المطروحة

وأكد العجارمة على اهتمامه خلال التدريب على محور التركيز الإيجابي وطرح قضايا مجتمعية لأن هذه الطريقة تمكن المشاركين من استغلال هذه المعارف في كتاباتهم منوها إلى أنه التقى مع بعض الأهالي على هامش إحدى جلسات التدريب وشاهد بنفسه ردود الفعل الطيبة من قبلهم لمستوى الأبناء.

وقالت مديرة مشروع (موهبتي) الأستاذة هبة شتيوي انه تم التقدم بالفكرة من بيت التراث والفنون للجهة الداعمة وهي صندوق الملك عبد الله للتنمية وعقد اجتماع ضم فريق من الصندوق تمثل بالسيدة أمل دباس ومعالي جريس سماوي وتمت الموافقة على تنفيذه

وأضافت شتيوي أن المبادرة تعمل على عدة مبادئ منها تعلم كتابة القصة القصيرة وتعزيز ثقة المشاركين وصقل مواهبهم بالإضافة إلى صناعة كتاب محترفين وبلغة سليمة قادرين على اتخاذ قراراتهم المستقبلية بثقة

وعن الأساليب المتبعة خلال التدريب أكدت شتيوي على انتهاجها أساليب تمثلت بجلسات العصف الذهني وكسر الجمود القائم على تقريب المسافات ما بين الطلبة والفريق القائم على المشروع

واختتمت شتيوي قولها إنها ممتنة لاستطاعتها إحداث تغيير حقيقي في الطلبة حيث تعززت ثقتهم بنفسهم علاوة على تغيير إيجابي بالسلوك انعكس على طريقة تعاملهم داخل بيوتهم وفي المجتمع ككل.

من جانبها قالت رئيسة جمعية بيت التراث والفنون السيدة أليدا مضاعين إن مبادرة (موهبتي) لكتابة القصة القصيرة هي نشاط تفاعلي استهدفت ٢٤ مشاركا من (١٤-١٦) سنة ممن هم بحاجة إلى من يهتم بهم وينمي قدراتهم في هذه المرحلة العمرية الهامة على حد تعبيرها مضيفة إلى أن التدريب تضمن عقد ورش عمل متعددة لغايات التطبيق العملي للأفكار.

وأشارت مضاعين إلى أن المبادرة تعتبر باكورة لأنشطة أخرى كان مخططا لها لكنها توقفت بشكل مؤقت نظرا للظروف التي تمر بها البلاد هذه الأثناء ودرءا للمخاطر المترتبة بسبب تفشي فيروس كورونا مشيرة إلى أن العدد الأولي وصل لـ٨٠ طالبا عقد لهم اختبار قدرات ليصل العدد إلى ٢٤.
وفي نهاية حديثها أثنت مضاعين على كل القائمين على تنفيذ المشروع من مدربين وجهات داعمة والطلبة أنفسهم الذين كتبوا عن جائحة الكورونا بشكل إيجابي لاقى تفاعلا كبيرا على صفحات التواصل الاجتماعي وشددت على أن المبادرة مكنت أولياء الأمور من التنبه للقدرات والمواهب التي يملكها أطفالهم وجعلتهم أكثر حرصا على التعامل معها وتشجيعهم على ممارستها لتوظيف طاقاتهم تفيدهم على المستوى الشخصي للارتقاء بهم للأفضل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى