هذا ما حدث مع شاب سوري مقيم في الاردن 

روى شاب  سوري  قصة حدثت  له  مع  افراد  من  الجيش  الاردني ،مبينا  الانسانية  والمعاملة  الرائعة التي تلقاها  منهم  ،  حيث قال  في  روايته :

ما حصل معي والله على ما أقول شهيد أنه تم خروجي من السجن “على خلفية مطالبات مالية” في اليوم الذي قرر فيه الجيش الأردني عزل محافظة إربد بالكامل عن باقي المحافظات الاردنية لظهور أعلى نسبة حالات فيها ولفتح المجال أمام فرق الإستقصاء الوبائي للعمل بأريحية..
لحظة وصولي من السجن لإربد كانت تمام الثانية عشر ليلآ..
كانت إربد بجمالها عبارة عن مدينة مخيفة ليلآ ولم يكن في شوارعها التي لا تغفو في السابق سوى الجيش وأنا..
إقتربت من إحدى نقاط الجيش وشرحت لهم وضعي..
فما كان من أحد ضباط الجيش سوى أن أجلسني بجانب ناقلة الجند الضخمة ولأن المطر كان يهطل بغزارة ولأن الجو بارد جدآ قام بوضع “بطانية عسكرية” فوق ظهري ثم أحضر لي “كاسة نسكافيه” وأشعل لي سيكارة وقال إشرب النسكافيه وإرتاح شوي..
بالفعل ماهي إلا دقائق حتى عاد إلي ذلك الضابط وسألني إن كان لي معارف في إربد؟
فأخبرته برغبتي بالسكن لوحدي وأنني لا أريد الذهاب والمبيت عند أي أحد لتخوف الناس من بعضها..
وبعد مضي القليل من الوقت وبعد أن سرى دفء النسكافيه وأصالة ذلك الجيش في أوصالي قام الضابط بوضعي مع إحدى “دوريات الأمن العام” الذين تواصلو مع صاحب إحدى الإسكانات وتم تأميني بسكن..
لا أنسى جملة ذلك الضابط لعناصر الأمن الأردني عندما قال لهم :
“شباب اذا سمحتو أمنوه بعشا”
ولا أنسى وصيته لي قبل أن أغادره قائلآ:
انت جديد ع “مشهد كورونا” اليوم إرتاح ونام وبكرا ع فك الحظر الجزئي إشتري كمامة وكفوف وإلزم بيتك لسلامتك..
وختم كلامه بقوله :
بأمان الله..
بأمان الله هذه قالها لي ضابط في الجيش الأردني..
وبأمان الله هذه قالها ذات مرة مئات من ضباط الجيش الأردني للاجئين ومن ضمنهم أطفالي لحظة دخولهم الأردن ولحظة عودتهم من الآردن أيضآ..
لم تكن ناقلة الجند الضخمة مرعبة كما هي في باقي الدول..
ولم يكن ذلك الرشاش الضخم عليها باردآ وجالبآ للموت كما هو في باقي الدول..
لم تكن قسمات وجه ضابط الجيش مخيفة أيضآ..
ولم تكن يده الصلبة متورطة بالدماء كما حال بعض الدول العربية..
بل كان جيشآ من إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى..
لكم أتمنى على البشرية جمعاء تعميم “وصايا الجيش الأردني وتعاليمه وأخلاقه” على مشهد الكورونا العالمي..
فهذا الجيش سحق الفيروس حنانآ متينآ قبل أن يسحقه أطباء الأردن ترياقآ وعلاجآ..
هم لا ينتظرون مني شكرآ أو مديحآ وقد لفتوا أنظار العالم بأسره..
لكنها أمانة الكلمة..
ذلك ما حصل معي….

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى