عبد السلام العنزي يكتب: ماذا خسر وربح عامر الرجوب؟

كنا طلبة في جامعة اليرموك وفي كلية الإعلام .. حيث قرر حينها أخي عامر الرجوب أن يخوض غمار انتخابات طلبة الجامعة ممثلا عن قسم الصحافة والاعلام والتي كانت حينها تتبع لكلية الآداب.. وقتها لم أجد نفسي الا أن أكون صديقاً وفياً وأسخر كافة إمكانياتي وفق قدرات الطالب الجامعي وما أستطيع لكي أحقق حلم صديقي بأن ينجح في هذه التجربة الانتخابية الطلابية .

جعلت من منزلي والذي يقع أمام البوابه الجنوبية للجامعه مقراً انتخابياً له حيث نقوم بإعداد الملصقات والإعلانات الخاصه به وتوزيع الأدوار للحملة الانتخابية، وكما أنني جعلت من سيارتي الشخصية حينها أداة اعلامية انتخابيا له، وضعتها أمام البوابة الشرقية للجامعه والتي تعد البوابة المفضلة لخروج ودخول طلبة الصحافة والاعلام بحكم القرب.. وغطيت سيارتي بأكملها بصور وأسم عامر الرجوب مع عبارات رنانه حينها.. وبالطبع كانت عبارات مقتبسه من دعايات انتخابيا أخرى تكبرنا سناً.

حينها انتقدني البعض بالمبالغة في الوفاء مع هذا الشاب الطموح والمتوقد.. صاحبه الطرفه والابتسامه، ولكن قناعتي الشخصية بهذا الشاب الوسيم لم تخب يوماً وكنت ما أراه حينها بأنه يملك جميع مقومات الشهرة والنجاح بالفعل لم تخب إطلاقاً ، فهو الان يتربع على قائمة أشهر مذيعي الأردن من خلال برنامجه الذي يعد الأكثر مشاهده ومتابعه في الأردن “صوت المملكة”.

فكما ذكرت في إحدي ندواتي بالجامعه الأردنية للطلبة الدارسين بأن ” من مقاعد الدراسة يولد القائد” ومن مقاعد الدراسة تكن بداية النجاح.

عامر شهادتي فيه مجروحة فهو مثال ناجح للشباب الأردني الطموح ، ومثال للكرم الأردني المعتاد فمازلت أتذكر العديد من المرات التي دعاني فيها لمنزل والده في قرية الصريح الجميلة بأهلها وناسها، وتناول أجمل الطبخات والآكلات الأردنية الشهيرة، وهو يعرف أنني احبها كـ ” المكموره” وغيرها ، والتي تُعدها لنا والدته أم عمار الله يحفظها. وما زلت أتذكر تغزله بأربد وأهلها حينما يقول لي” اربد تربتها حمره” طبعا بلهجة أهل اربد الكرام، فلا يشعر السعودي في الاردن أنه خارج بيته والحال في السعودية أيضاً لا يشعر الأردني بأنه بعيداً عن أهله.

للعلم عامر لم يفز بالانتخابات الطلابية، ولكن الآن يفوز بقلوب جميع الأردنيين..

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى