يسرا ابوعنيز تكتب:  ما الذي ثقب القربة؟

يسرا ابوعنيز – ما الذي ثقب القربة وجعل الوضع يصل في الأردن الى هذا الحد؟ وما الذي جعلنا نعود للصفر في موضوع فايروس الكورونا، والتصدي له؟ وما الذي جعلنا ننتكس بهذه الطريقة في المملكة، بعد أن كنا قد وصلنا الى مرحلة متقدمة في مواجهة هذا المرض، بل أننا تفوقنا على الكثير من الدول في هذا المجال؟

كل هذه الأسئلة تقلقنا لدرجة كبيرة، بل انها تحيرنا كثيرا كما أنها تحتاج لإجابات شافية، وسريعة من جميع أصحاب العلاقة، أم أننا أصبنا بسوء تقدير للوضع الوبائي في المملكة،حتى يحدث ما حدث في ٱكثر من منطقة في الأردن بعد أن أعتقدنا أننا
وصلنا الى بر الأمان من هذا الوباء الخطير.

فأن ننتكس هذه الانتكاسة الكبيرة في موضوع فايروس الكورونا، أمر خطير جدا، وغير مقبول، لأن الوضع وصل بنا لدرجة لا تحتمل، فلم نكد نتخلص،او أننا اعتقدنا بأننا انتهينا من حالات عرس اربد،حتى جاءت الإصابات من مخالطي أحد العاملين في إحدى الصيدليات الكبرى في المملكة، ليأتي موضوع عدد من سائقي الشاحنات.

والكارثة هنا لا تكمن في سائقي الشاحنات لوحدهم، بل باولئك الأشخاص الذين خالطوهم، وأصيبوا بفايروس الكورونا، وأعادونا الى الوراء، بل أعادونا الى البداية،وضربوا بعرض الحائط كل الجهود التي بذلت في هذا المجال.

وهي بالفعل كارثة حقيقية، لكون عدد الحالات المسجلة في المملكة، والتي لا زالت تسجل،منذ اكتشاف حالة السائق قبل عدة أيام، والمخالطين له، وضيوفه على مائدة الإفطار، تزداد في كل يوم، وذلك بعد أن كانت المملكة قد خلت ولأكثر من ثمانية أيام متتالية من أي حالة داخلها.

وهنا لا نعرف من هو المسؤول عن هذا الأمر، هل هو المواطن الأردني؟ام أنه هو الضحية؟إذا ما علمنا أن هناك بعض الأشخاص الذين ضربوا جميع التعليمات، والاجراءات الصادرة عن الحكومة بعرض الحائط، ودون الإهتمام، او تقدير سوء
الوضع الذي نعيشه ويعيشه العالم بسبب فايروس الكورونا.

أم هل هي الحكومة المسؤولة عن هذا الوضع؟لكونها لم تبقي على هؤلاء الأشخاص داخل الحجر الصحي لفترة طويلة، حتى يتسنى لها معرفة وضعهم الصحي، وكوذلك لكونها وضعت ثقتها بأشخاص هم ليسوا أهلا لها،ولم يلتزموا باجراءات الحجر
الصحي في منازلهم،مما نتج عنه المزيد من الحالات المصابة الجديدة، ولا زال الوضع بالنسبة لحالات الكورونا غير واضح.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى