عبد الحميد الهمشري : أكاذيب صهيونية ح 13 * عدونا يكذب ليثبتها حقائق والعالم يعلم والكل يكذب على نفسه وعلى الفلسطينيين

الحلقة الثالثة عشرة
أكاذيب صهيونية انطلقت منذ النكبة الفلسطينية في العام 1948 وحتى أوسلو وما بعد أوسلو وصولاً لمهزلة القرن الترامبية التي أقرت بموجبها مرحلياً الإجراءات لقيام الدولة القومية اليهودية على كامل الأرض الفلسطينية دعمتها قرارات ترامب بمهزلة القرن بضم الضفة الغربية والقدس لدولة الاحتلال تمهيداً للانتقال للمرحلة اللاحقة في قضم أراض عربية قطعة قطعة وصولاً لدولة قومية تمتد حدودها من الفرات إلى النيل.
فقادة الاحتلال السياسيون وجيش الاحتلال الصهيوني والمستوطنون والإدارة المدنية لدولة الاحتلال يلعبون دوراً قذراً فيها ليس ابتداء بالنكبة ولا باحتلال الضفة الغربية وغزة فحسب بل بسحب البساط من تحت أقدام الفلسطينيين والعرب بالمعاهدات التي قادت للتمثيل الدبلوماسي والاعتراف المتبادل خاصة أوسلو التي سحبت البساط من تحت أقدام الفلسطينيين ولم تبق لهم وفق الساسة الصهاينة والأمريكان شيئاً سوى التسليم لليهود بكل شيء.
فقادة دولة الاحتلال ينفون أن النكبة الفلسطينية صنعتها عصاباتهم التي تكون منها جيش الاحتلال الصهيوني لاحقاً وادعوا زيفاً أن الفسطينيين غادروا أرضهم طوعاً ، واعتبروا أن احتلال الضفة الغربية وغزة ظاهرة مؤقتة والنوايا تتجه لاخلاء مناطقها تستخدم الاحتلال كورقة مساومة ضاغطة زائفة لاتفاق السلام .
الكذبة الأولى بأن الفلسطينيين غادروا بمحض إرادتهم تدحضها القيادة السياسية في دولة الاحتلال بالتأكيد على أنهم خططوا في سبيل إنجاح مشروعهم التخلص من السكان الفلسطينيين وطردهم خارج حدود فلسطين لإقامة وطنهم البديل فيها ، لدرجة أن بريطانيا صانعة الكيان الصهيوني حين ألمحت بإمكانية نقلهم إلى نابلس وتوطينهم فيها، قوبل هذا بالرفض المطلق من مجرمي الحرب الصهاينة.
وبالنسبة للأراضي الفلسطينية التي احتلت إثر نكسة حزيران 1967القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ، فقد جرى سلخ القدس عاصمة فلسطين عن الضفة الغربية منذ اليوم الأول للاحتلال وجرى ضمها للقدس الغربية لتكون عاصمتهم الموحدة ، وبالنسبة لقطاع غزة المقاوم فقد حوصر براً وبحراً وجواً ، وكذا الحال بالنسبة للضفة الغربية المحتلة فقد جرى حصار تجمعاتها الفلسطينية بمستوطنات وجدر عنصرية عازلة ومعسكرات جيش الاحتلال وطرق التفافية ، وأطلقت قيادتها العنصرية الصهيونية جملة من الأكاذيب منها أن الاحتلال ظاهرة مؤقتة ، والنوايا تتجه لإخلاء مناطقها التي هي ليست أكثر من ورقة مساومة من أجل اتفاق سلام مزعوم ، في الوقت الذي ولد ونما وتعزز فيه مشروع الاستيطان منذ البداية بالكذب..
فقادة الاحتلال السياسيون يراوغون ، ومجلس وزرائهم يعلن والكنيست يشيد وإعلام مزور للحقائق والمستوطنون ينفذون وأجهزتهم الأمنية والجيش توفر الحماية اللازمة لهؤلاء ووزارات خدمية ترعى المشروع الاستيطاني بتوفير كل الإمكانيات له بالأماكن التي يختار إقامة المستوطنة فيها من بنى تحتية تشمل مبانٍ ومياه وكهرباء ومؤسسات تعليمية ومجارٍ صحية ومطرية وشوارع وطرق التفافية محمية .. والكل فيهم يكذب من المستوطنين للسياسيين لقادة الأحزاب لجيش الاحتلال للإدارة المدنية في الضفة الغربية ، والموقف العربي تحول من التنديد بإجراءات الاحتلال للرغبة بالتطبيع معه إرضاء للتوجهات الأمريكية ، بمقابل أن أمريكا وأوروبا والأمم المتحدة ومجلس الأمن اعتبروه أي الاستيطان في البداية عملاً غير مشروع ، لكن الكل فيهم يكذب على نفسه وعلى الفلسطينيين بوقوفهم مع إجراءات الاحتلال من الناحية العملية بتشريعهم له بقضم الأرض الفلسطينية ، وهذا بطبيعة الحال يخدم توجهات الاحتلال وقادته.

 

* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى