مفاجأة “غير سارة” حتى بعد التوصل للقاح كورونا

رغم أن تطوير لقاح ضد “كوفيد 19” يعد طوق نجاة العالم الوحيد من فيروس كورونا المستجد حتى الآن، فإن استطلاعا للرأي جرى في الولايات المتحدة جاء بنتائج مفاجئة وغير متوقعة بالمرة.

ومع العمل الدؤوب لتطوير مصل يقي البشر شر الإصابة بالفيروس ويمنعه من احتلال جسم الإنسان، فإن الاستطلاع الذي نشرت نتائجه الأربعاء يشير إلى أن العلماء قد يصطدمون بعقبة أخرى في حربهم ضد المرض، وهي رفض اللقاح.

الاستطلاع الذي أجراه مركز بحوث الرأي التابع لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، كشف أن أقل من نصف الأميركيين فقط موافقون على تعاطي أي لقاح مضاد لفيروس كورونا، في حال إنتاجه.

وتأتي النتائج المفاجئة للاستطلاع مع تجاوز عدد الوفيات من جراء “كوفيد 19” في الولايات المتحدة، حاجز الـ100 ألف، مع ما يقترب من مليوني إصابة مؤكدة.

وردا على سؤال: “إذا توفر لقاح ضد الفيروس، هل تخطط للحصول عليه؟”، قال 49 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع “نعم”، و20 بالمئة قالوا “لا”، أما البقية، وهم حوالي الثلث، فقالوا إنهم “غير متأكدين”.

ورغم أن ميلاني دريس (56 عاما) من ولاية كولورادو، لا تعارض اللقاح كفكرة، فإن “الحصول عليه في غضون عام أو عامين يجعلني أخشى أنه لن يتم اختباره على نطاق واسع فيما يتعلق بالآثار الجانبية”.

لكن مواقف الأميركيين من اللقاح في حال إنتاجه قد تتغير وفقا للمركز، إذا تم إجراء حملة تثقيفية عامة بشأنه.

يشار إلى أن رفض اللقاحات بشكل عام يحظى بتأييد كبير خاصة في الولايات المتحدة، حيث إن نصف الأميركيين تقريبا يمتنعون، على سبيل المثال، عن تعاطي مصل الإنفلونزا الموسمية، التي تصيب مئات الآلاف سنويا.

لكن فرانسيس كولينز الطبيب الذي يدير المعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، يؤكد على أن السلامة تعد أولوية قصوى فيما يتعلق بتطوير لقاح مضاد لكورونا.

وتضع المعاهد الوطنية للصحة خطة رئيسية لاختبار اللقاحات في عشرات الآلاف من الأشخاص، لإثبات ما إذا كانت مفيدة في مكافحة الفيروس، وآمنة في الوقت ذاته.

وتعمل شركات الأدوية العالمية والمختبرات بجد على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا، وحتى الآن، تجاوز عدد اللقاحات المحتملة حاجز الـ100، لكن 12 منها فقط وصل إلى مرحلة التجارب السريرية على البشر.

وبشكل خاص، تجرى في الولايات المتحدة أبحاث مكثفة لاختبار أكثر من لقاح لكورونا، ووضع الرئيس دونالد ترامب هدف إنتاج نحو 300 مليون جرعة مطلع العام المقبل.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى