في ذكرى رحيل فيصل الحسيني .. ما زالت الآمال معلقة بالاحتفال بدولة فلسطينية عاصمتها القدس بأبهى دررها الأقصى المبارك

* عبدالحميد الهمشري- يصادف اليوم الأحد الذكرى الـ19 لرحيل أمير القدس وفارسها الشهيد فيصل الحسيني ، الذي نرجل عن صهوة جواده برحيله وهو يطرق كل الأبواب في سبيل خلاصها من أسوأ احتلال شهده التاريخ القديم والمعاصر ، فالشهيد آثر أن يحذو حذو والده الشهيد عبدالقادرالحسيني في الذود عن حياضها لذي اسشهد في القسطل بعد أن أذاق أعداءها ذل الهوان في معركة تتحدث عنها كل الأسفار , فالراحل فيصل كوالده الشهيد كرس حياته للذود عنها ودعم صمود أهلها حاملاً لواءها ورسالة أهلها للعالم أجمع ، فأسهم رحمه الله بتعزيز الوعي السياسي لمن خلفه في تسلم راية الدفاع عن قدسية قضيتها ومسجدها الأقصى المبارك لإدراكه أن ما يحيط من أخطار تصب في قنوات التطرف اليهودي المنبثق عن مكائد العدو الصهيو أمريكي ضد تطلعات شعب فلسطين وسكان القدس مسلمين ومسيحيين .
لقد أثقل كاهله رحمه الله حمل رسالتها في مختلف تحركاته ورحلاته وتنقلاته بالذود عن قدسيتها في كل محفل فلسطيني وإقليمي ودولي ، لكن يد المنون عاجلته ولم تسعفه ليشهد ما كان يخشاه ويحذر منه وما يكابده أهلها ومسجدها الأقصى المبارك ومقدسات مسيحييها من انتهاكات رعاع المستوطنين الذين يسعون للنيل من قدسيتها وحرمات مسجدها الأقصى المبارك .. فرسالته التي كان يحملها هي الدفاع عن عروبتها وطهر ما تحتضنه في قلبها النابض ، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك ، حتى أن السهام تؤشر إلى استهداف حياته في الكويت من رجال الموساد أعداء القدس والأقصى والسلام في فلسطين السلام ، ونسوا أو تناسوا أن السلام ينبع منها والحرب تشتعل منها ففلسطين بلد الشهداء كلما ترجل منها فارس شهيد عن صهوة جواده امتطى تلك الصهوة آخر حتى تحقيق الانتصار ونيل الاستقلال لشعبها الذي تعرض وما زال لأبشع جريمة شهدها التاريخ ماضيه وحاضره. .
فبعد حرب حزيران/ يونيو 1967 توجه الراحل إلى القدس وقاد العمل السياسي لمنظمة التحرير فيها واعتقل في تشرين الأول/ أكتوبر 1967م، وحكم عليه بالسجن مدة عام بتهمة حيازة أسلحة.
وأسس عام 1979 جمعية الدراسات العربية (بيت الشرق) في المدينة المقدسة حيث وصفه الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي بـ”الإرهابي ابن الإرهابي”.. فالراحل قاد النضال الفلسطيني في الانتفاضة الأولى وسجن فيها لمدة عامين، وعين مسؤولاً عن ملف القدس وانتخب من المجلس الوطني الفلسطيني عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1996م.
وكان له رحمه الله دور هام، في الوقوف امام قرار بنيامين نتنياهو القاضي بإقامة مستوطنة على جبل ابو غنيم في القدس، وقيادته للمظاهرات والمسيرات المنددة بذلك، وتعرض على اثرها للتنكيل والضرب ومن معه على أيدي قوات الاحتلال وظل مدافعاً عن قضية القدس والشعب الفلسطيني أطهر قضية شهدها التاريخ المعاصر حتى وافاه الأجل المحتوم على أرض الكويت في العام 2001بأزمة قلبية حادة حيث شيعه موكب حاشد الى مثواه الاخير في باحة الحرم القدسي الشريف بجوار أبيه وجده.
فالشهيد الراحل الحسيني سيبقى رمزاً فلسطينياً مقدسياً شجاعاً ، رسم درب الخلاص ونفض غبار الظلم من أبشع احتلال ترزح تحت أعبائه فلسطين وعاصمتها التاريخية القدس وأقدس دررها المسجد الأقصى المبارك .. بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعد كنسها وتطهيرها من دنس الاحتلال.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى