م.علي فريح ابوصعيليك يكتب:مايسترو الكورونا والمظاهرات

م.علي فريح ابوصعيليك-   أعيش وأبناء جيلي في كوكب الأرض منذ أكثر من أربعة عقود من الزمن ولم نشهد سابقا هذه الفوضى العارمة التي تعم الكون منذ بداية هذا العام 2020 بداية من الإعلان الغبي لترامب-نتن عن صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية التي عجزت كل الدنيا ومؤامراتها في انهاءها ومن ثم نشر وباء الكورونا ومعه تم التحكم بكل البشر بقرارات متشابهة أهمها تطبيق مفهوم التباعد الإجتماعي وأخيرا قتل جورج فلويد بهذه الطريقة وتصوير الحدث ونشره لتنتشر المظاهرات ومعها يتوقف الحديث عن التباعد الإجتماعي والكورونا وستتوقف أيضا صفقة القرن.

 

الملفت للنظر هو تشابه التفاصيل في أكثر بلدان العالم ديمقراطية مزعومة وتقدم طبي وعلمي مع أكثر بلدان العالم ديكتاتورية وتخلف وجهل وفقر وفي كلاهما طبقت نفس الإجراءات المضادة لإنتشار الكورونا وفي كلاهما يهدد الرئيس بالجيش والقوة في مواجهة شعبة وأصبحت السوشيال ميديا هي المحرك الأساسي لكل الأحداث تماما فمن خلالها وخلال فترة قصيرة تم نشر كل التعليمات الخاصة بالكورونا وأصبح حتى المواطن الفقير في أدغال أفريقيا يقول كما يقول الألماني: خليك في البيت! ومن ثم تابعا سويا ترامب وملاسناته مع الصين ومنظمة الصحة العالمية حتى جاء صراعه مع تويتر وفجأة جاءت الشعلة “بالريموت كنترول” وحولت الجميع لمتابعة المظاهرات اليومية في الولايات المتحدة الأمريكية وتركنا تماما أخبار الكورونا وملاحقها؛ فأي مايسترو ملهم ومبدع من يمتلك هذه القوة والنفوذ لتوجيه أغلب البشر وكيف يستطيع أن يدير الأمور بهذا التسارع المذهل ويجد أغلب البشر على هذه البسيطة بسهولة يتبعوه؟!

 

لست مؤمنا بأن تكون هذه الأحداث الضخمة تلقائية بدون تخطيط مسبق وبنفس الوقت لست من أنصار نظرية المؤامرة ولكن الحقيقة أن العالم بوجود السوشيال ميديا والإنترنت وتوفرها بأسعار زهيدة للجميع اصبح من السهل السيطرة عليه وتوجيهه ولا أرفض فكرة وجود جوانب عديدة إيجابية السوشيال ميديا ولكن تركيزي في هذا المقام على جانب محدد وهو أن السوشيال ميديا أصبحت اقوى أداة يستخدمها المايسترو الذي يقود اللعبة بكل إتقان ولكن لابد من التأكيد على أن العقل البشري الذي أوجد السوشيال ميديا قادر على التحليل وربط الأمور والمعطيات ومن ثم الخروج بقناعات ليس أقلها أننا جميعا سواء في العالم الغربي أو الشرقي أصبحنا فعلا محكومين مما يسمى بحكومة واحدة تبعث لنا قراراتها من خلال وسيلتها القوية السوشيال ميديا والتي من دلائل قوتها على سبيل المثال صراعها مع الرئيس الأمريكي والذي لم نرى سابقا له ولدولته من متحدي، ونعود لطرح التساؤل من هو المايسترو وماذا يريد أو ماذا يريدون؟

 

الحقيقة أن المظاهرات وما فيها من تزاحم وإنتهاء نظرية التباعد الإجتماعي شعبيا من الآلاف الذين يشاركون في صناعة المظاهرات وأيضا مشاهدة ترامب ومعه مجموعة كبيرة من المرافقين المدنيين والعسكريين في مشهد رفع الإنجيل أمام الكنيسة وجميعهم بدون كمامات ومتقاربين جدا يقلل من قناعة العديد من المتابعين بخطورة الكورونا والكورونا نفسها رافقها لغط وقلق ومعلومات متناقضة جدا ولم تحسم لغاية الآن طبيا حقيقتها وقد تبدوا المظاهرات كوسيلة أستخدمها المايسترو بإتقان لإنهاء الجزء الأول من سيناريو الكورونا لأن أهداف الجزء الأول من فتك رهيب بالقطاع الإقتصادي قد تحقق فعلا وإنهارات إقتصادات فعليا وأضيف لذلك كمية الأمراض النفسية التي انتشرت جراء حظر التجول والتي تحتاج للعلاج كما يحتاج الإقتصاد للعلاج، وهذا ما تحقق من أهداف المايسترو؛ ولازال السؤال ما هو القادم سوألا مفتوحا يحتاج إلى تحضير ووعي أكبر بكثير من التباعد الإجتماعي للتعامل مع إجابته التي تبدوا مبدئيا قاتمة.

 

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى