أكاذيب صهيونية ح 19 * النجمة السداسية .. تراث فلسطيني نسبه اليهود لنبي الله داوود

عبدالحميد الهمشري- للنجمة السداسية ونسبها لسيدنا داوود عليه السلام قصة وحكاية ، تبنتها الحركة الصهيونية لتدلل من خلالها بإرث حضاري وتاريخي لليهود على أرض الفلسطينيين ، الرواية الصهيونية لها أثارت جدلاً واسعاً حولها فيما إذا كانت تعود لنبي الله داوود عليه السلام أم أنها رمز عقائدي للفلسطينيين أخذوه عن الفراعنة المصريين ، أرجح هنا على أنها كانت رمزاً فلسطينياً يدلل على إله الشمس ، لفقها اليهود لتكون رمزاً توراتياً له قدسيته عندهم ، خاصة وأن قصة نبي الله يعقوب ” إسرائيل ” عليه السلام وإخوته ، مرتبط بقصة سيدنا يوسف كما هي واردة في القرآن الكريم ونالوا التبعية المصرية بفضل الأخير الذي بدأت حياته لدى عزيز مصر الذي اشتراه فأحسن إليه وأكرمه ، فنال من التقدير برعاية رب العالمين أوصله لأعلى المراتب ، فضمنوا النجمة السداسية علمهم وأطلفوا عليها نجمة داوود بلونها الأزرق والتي ثبت وبالدليل القاطع أنها فلسطينية المعتقد وليس كما يروج عنها اليهود الصهاينة ، وإليكم أصل الحكاية التي تؤكد أنها من التراث الفلسطيني سوقت صهيونياً وجرى تثبيتها من التراث اليهودي الذي يعود لنبي الله داوود عليه السلام زيفاً وادعاءً:
أصل الحكاية أن نبي الله داوود عندما كان صبياً تعلم صناعة الحديد لدى الفلسطينيين .. وكان شخصاً متميزاً وذا نبوغ بين اليهود ، مكنه الله من تطويع الحديد الذي تعلم صناعته من الفلسطينيين ، فطلب منه شاؤول قائد الجيش اليهودي أي من داوود حينذاك وفق رواية التوراة قتل القائد الفلسطيني جالوت والذي كان أهم قائد عسكري في تلك المرحلة مقابل أن يزوجه ابنته ، فذهب داوود إليه في خيمته فقتله ذبحاً وأخذ منه الدرع والرمح إلى خيمته .. و”جالوت” القائد الفلسطيني ، كان يرسم الشمس على درعه وهي عبارة عن دائرة صغيرة يخرج منها ستة خيوط تمثل الشمس كونه كان مؤمناً بالمعتقدات الفرعونية ومن عبدة “إله الشمس آتون”، فأخذها داوود وجرى تنسيب السداسية إليه هكذا الرواية الصهيونية مع أنها لم ترد في التوراة أو التلمود ، وفي قصة قتل جالوت بالذبح تناقض تام مع ما ورد من ادعاءات في روايات بعض الكتب والتراث اليهودية من قتله من قبل داوود بالحجر والمقلاع، والقرآن الكريم ذكر أنه قتله دون بيان الكيفية التي قتله فيها.
والثابت تاريخياً وبالأدلة القاطعة أنه جرى اعتماد علم الدولة العبرية بنجمته السداسية الزرقاء بعد إعلان قيامها بستة أشهر بقرار من مجلس الدولة العبرية المؤقت بتاريخ 28 أكتوبر / تشرين الأول من عام 1948م، حيث واجه في حينه استخدام نجمة داوود معارضة واسعة واختلافاً داخل الأوساط اليهودية ، فكان زعماء المعارضة اليهودية يميلون لوضع المنارة أو الشمعدان اليهودي كشعار للدولة اليهودية.. كما أن اليهودية الأرثوذكسية ترفض اعتبار نجمة داوود رمزاً للدولة اليهودية، وذلك لكونها رمزاً له علاقة بالسحر والشعوذة القديمة أو ما كانت تسمى العلوم الخفية ، كما أن نجمة داوود تم استعمالها من قبل النازية حيث تم إجبار اليهود على وضع شارات صفراء على شكل نجمة داوود على ملابسهم بغية التعرف على اليهود وتميزهم عن باقي الشعب الألماني والشعوب الأوروبية.

 

* عبدالحميد الهمشري – كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى