الاردن/ سيدة متزوجة تتصل ببرنامج اذاعي لتخبر المستمعين انها تحب رجلا اخر

ارتكب برنامجٌ إذاعيّ يُبث مساءً عبر أثير إحدى الإذاعات المحليّة مخالفة أخلاقية جسيمة بعد أن أفسح مجالاً لاتصال امرأةٍ أم ومتزوّجة قالت إنَّها “تُحِبُّ” رجلاً آخر.

وسمح مقدّم البرنامج للسيدة بعرض قصّتها الكاملة على مسامع الجمهور، ومناقشتها، في مخالفة لقيم المجتمع وأخلاقيّاته، وإساءة للقيم الأسريّة بشكلٍ عام ومؤسسة الزواج بشكلٍ خاصّ، باعتبار أنَّ للمجتمع الأردنيّ معاييره وعاداته وتقاليده الخاصّة.

ولم تكتفِ الإذاعة بعرض القصة وقت بث البرنامج، وإنَّما قامت بنشرها بالصَّوت والصورة بعد توليف الاتصال في مقطعِ “فيديو” وإضافة التأثيرات الصوتيّة عليه، مستخدمة عبارة مثيرة وبرّاقة؛ “تزوَّجت وعندي أولاد لكن أحبُّ رجلاً آخر“، ونشره على موقع التواصل الاجتماعي الخاصّ بالإذاعة “فيسبوك”.

ويعتذر “أكيد” عن عدم وضع رابط المقطع المقصود، حتى لا يُسهم بنشر المخالفة التي لا تحمل أيَّة قيمةٍ خبريّة.

ويقول الأستاذ يحيى شقير، المستشار الإعلامي في الأخلاقيّات والتشريعات الإعلاميّة لـ”أكيد”، إنَّ الخيانة الزوجيّة موجودة في كلّ الدول، لكن التطرُّق لهذا الموضوع في إذاعة أردنيّة وببرنامجٍ يناقش علاقات المراهقين والشَّباب ليس مناسباً.

ويضيف أنَّ السَّقطة الأكبر للوسيلة هي “إذا” كان المذيع على علمٍ بالاتصال قبل البث المباشر، وأخبره معدّ البرنامج بماهية الاتصال، فسمح بتمريره، لغايات جمع أكبر عدد من المشاهدات والإعجابات، وتحقيق الانتشار على حساب مراعاة القيم الأخلاقية.

وحول تعامل مذيع البرنامج مع الاتصال، يقول شقير إنَّ المذيع كان مهنيَّاً؛ إذ قدَّم لها نصائح وبكلمات قوية مثل “أنانية” و”بتدمر بيتين بهذا الفعل”، ملفتاً انتباهها إلى أهمية رعاية أبنائها بعد “عشر سنوات” زواج.

ويشير شقير إلى أنَّ ما يعزّز عدم تقبُّل الحالة في المجتمع الأردني هو أنَّ المقطع جمع أكثر من ١٩٢ ألف مشاهدة و٩٧ مشاركة و٢٧٠ تعليقا، حتى لحظة كتابة التقرير، وجميع تلك التعليقات تدين سلوك المتصلة، وترفض فعل النَّشر من قِبَل الوسيلة الإعلامية، وبخاصّة على مواقع التواصل الاجتماعيّ التي تضمّ فئات من مختلف الأعمار.

ويضيف أن المحذور الأخطر هو أنهم في الإذاعة لم يغيرّوا في صوت المتّصلة أثناء كلامها؛ ما يسهّل التعرُّف عليها، “ولو جرى ذلك قد تحدث كارثة عائليّة”.

ويُنهي شقير قوله لـ”أكيد” بأنَّ مثل هذه البرامج ليست هي المنبر الأساس في عرض مثل تلك الحالات، وبخاصّة في حال عدم تواجد طرفٍ آخر مختصّ، وإنَّما على صاحب المشكلة مراجعة “طبيب نفسيّ” ليتمكّن من إيجاد الحل الأنسب، وخروج الوسائل الإعلاميّة من تُهمة التشهير بالقصص غير الأخلاقيّة التي قد تروَّج لأفعال منافيةٍ للآداب العامة.

ويذكّر “أكيد” بالمعايير المهنيّة في أداء وسائل الإعلام، بما يهدف إلى احترام المبادئ الأخلاقية، واحترام قيم الأسرة والمجتمع، والابتعاد عن نشر المحتوى الجنسيّ أو الإباحيّة الضارّة، أو الإساءة للحياة الخاصَّة للأفراد، والالتزام بالهويّة الوطنيّة والثقافة المحليّة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى