يسرا ابوعنيز تكتب: عمان في القلب

لا أعرف ما هو الشعور،عندما تضع قدميك على الأرض التي يسكن فيه أهلك، وعشيرتك، ومسقط رأسك،بعد طول غياب، لإختلاط المشاعر من جهة، وشدة الإشتياق من جهة أخرى.

ولا أعرف ما هو الشعور، الذي انتابني عندما وطأت قدماي عاصمتنا الحبيبة، بعد أن غبت عنها مجبرة لعدة اشهر، بسبب الحظر المفروض في المملكة، بسبب جائحة فيروس الكورونا، وظروف أخرى.

أما مسقط رأسي شفابدران، فهي في القلب أينما توجهت، واشتياقي لها لا يمكن وصفه بالكلمات، ولا بالسطور التي أكتبها، ففي هذه القرية الجميلة كانت أيام الطفولة والشباب، وفي هذه القرية التي أصبحت مدينة جميلة اليوم أهلي وعشيرتي، وكل تفاصيل الحياة.
غير أن الشوق لمدينة عمان، ومسقط رأسي شفابدران، قد فاق كل شعور، كيف لا وأنا التي كنت أشتاق لها، وأنا أستنشق هواها العليل كل يوم، ومقيمة فيها، ولا أفارق أرضها الا اضطرتني ظروف العمل احياناً الى ذلك.

أعشق أنها هذه المدينة بكل تفاصيلها، حتى الفوضى في شوارعها جميلة،وضوضاء الروتين اليومي، الذي كان وسيكون، وكل ما فيها جميل، ومحبب الى قلبي بكل تفاصيله، حتى وإن كان مزعجا.

أما الشفا، كما نطلق نحن أبناء المنطقة عليها ( أي شفابدران) فهي من أجمل ضواحي العاصمة الأردنية عمان، بطبيعتها الجميلة، وبناياتها الحديثة، وبساتينها الخضراء، التي عاد سكانها من جديد لزراعتها، لتكون مصدرا لهم، وذلك لتناول بعض أنواع الخضار من جديد، بعد أن غابت هذه الطقوس لفترة من الزمن.

عمان في القلب، وليست هي فقط فشقيقاتها من مدن المملكة الأخرى معها أيضا، ولكنها حتما الأغلى، وهذا الغلا ليس مصدره لكونها العاصمة فحسب، بل إن حبنا لعمان لتلك الأيام، والسنوات الجميلة التي عشناها فيها،منذ نعومة أظفارنا.

عمان في القلب، نعم نقولها بكل عشق لعاصمتنا الحبيبة،ومدينتنا الجميلة ، واذا كانت نجاة الصغيرة، قد شدت بهذه الكلمات متغنية بالعاصمة الأردنية عمان، ومتغزلة بها،فنحن أيضا نقولها ونتغزل بها،لأننا نبدلها الحب بحب، والعشق بعشق.

هو الشوق الذي نستطيع أن نخفيه، والعشق الذي يفضح مشاعرنا تجاه عاصمتنا الحبيبة عمان، ومسقط رأسي شفابدران،نعم هو الشوق الذي فاق كل شعور، وطغى على كل المشاعر، والحنين الى تلك الأماكن بكل تفاصيلها،والحنين الى ساكنيها، سواء كانوا من الأحياء أم من الأموات.

نعم إنه الشوق لمسقط رأسي،ولعاصمتنا الحبيبة عمان، والذي ما أن وطأت قدماي أرضها، حتى كان لدي الرغبة بأن أقبل ترابها الذي أعشقه، وأشم رائحته الطهورة، واذا كان هذا شعور من هم داخل الوطن، فما هو شعور من يقيمون خارجه،فما هو حالهم عند العودة للوطن؟.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى