يسرا ابوعنيز تكتب : حاصد الأرواح الطريق الصحراوي

يسرا ابوعنيز – لم يمهل حاصد الأرواح.. الطريق الصحراوي، صباح اليوم الخميس، احدى العائلات الأردنية القادمة من محافظة الطفيلة، جنوب المملكة، لم يمهلها قليلا لتكمل مشوارها لرؤية أحد أفرادها، ولا حتى لمرافقته لمنزل العائلة في الطفيلة، وذلك بعد أن أنهى الحجر الصحي في العاصمة الأردنية عمان، بعد قدومه من خارج البلاد، بسبب جائحة فيروس الكورونا، والاجراءات الحكومية المتبعة في هذا المجال.

الموت كان أسرع، بل إنه أسرع من عجلات المركبة التي كانت تقلهم من الطفيلة الى العاصمة عمان،ليلقوا حتفهم على هذا الطريق، ولربما أن الشوق لرؤية الغائب، وعاد لأرض الوطن هو ما قتلهم،فجعلهم يتوجهون لرؤية الغائب الذي عاد.

مثل هذا الصباح الدامي، والذي فقدنا فيه خمسة اشخاص بسبب حادث سير مروع على الطريق الصحراوي،ومثل هذه الحوادث المميته على هذا الطريق، لم تكن الأولى، حيث انها تتكرر على مدار العام، حاصدة أرواح الأبرياء من أبناء الأردن، وزواره، غير أننا نتمنى أن يكون هذا الحادث الأخير بدمويته.

عزاؤنا لأنفسنا نحن ابناء الأردن، لفقداننا خمسة من المواطنين الأردنيين في هذا اليوم، بسبب هذا الحادث القاتل، دون ذنب ارتكبوه، سوى أن الموت كان لهم بالمرصاد على هذا الطريق، وعزاؤنا أيضا لذوي ضحايا هذا الحادث، الذين خطفهم الموت قبل أن يعبروا عن شوقهم لإبنهم المتواجد في الحجر الصحي.

ومع إيماننا المطلق بالقضاء، والقدر، وعدم الإعتراض على مشيئة الخالق، غير أن فقدان الأعزاء موجع، خاصة لذلك الشاب الذي توفيت عائلته بسبب هذا الحادث على الطريق الصحراوي، قبل أن يصلوا اليه ويراهم، ويحضنهم، الا أن القدر شاء أن يراهم جثثا هامدة، والا يحضنهم أحياء.

 

هذا الشاب، وامثاله، قد يحملون أنفسهم مسؤولية ما حصل مع عائلتهم، وسيشعرون بالذنب مدى الحياة، لاعتقادهم بأنهم السبب وراء وفاتهم، الا أننا نقولها بصوت عالي، عله يصل لجميع الأطراف، سواء كانت الحكومة، او المواطن بأن تتقوا الله في المواطنين، وكفى ضحايا على هذا الطريق، حاصد الأرواح البشرية.

فالحكومة هنا ممثلة بوزارة الأشغال العامة، والإسكان، مطالبة بالاسراع في انجاز الطريق الصحراوي، واجراء التعديلات اللازمة، لإيقاف مسلسل الدم هذا، والمواطن، والسائق أيضا مطالبون باتباع التعليمات على هذا الطريق، وعدم تجاوز السرعة المقررة حتى لا نخسر المزيد من الضحايا في كل يوم، ونحرق قلوب الأمهات، والزوجات، والعائلات الأردنية على ضحايا الطريق الصحراوي، فهل نحن مستعدون؟.

 

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى