يسرا ابوعنيز تكتب : كلنا بيروت

يسرا ابوعنيز -كلنا بيروت.. ووجعها وجعنا، كلنا بيروت ومصابها مصابنا، ومصيبتها مصيبتنا، ننكس الاعلام حدادا على مصابها، وعلى ضحايا هذا الانفجار المباغت واللعين، هذا الانفجار الذي سرق فرحة شعبها بعيد الأضحى، كما شوه هذه المدينة الجميلة.

كلنا بيروت.. نقف معها صفا واحد، ويدا بيد لنحافظ على ضواحيها، وشوارعها، ومنشآتها، وشواطئها، نحافظ عليها من شارع الحمرا وليس انتهاء بالروشة على شواطئ هذه المدينة عروس البحر الابيض المتوسط.

نعم كلنا بيروت، وروشتها الشامخة بعلوها في قلب البحر، تعانق السماء بعلوها وشموخها، وتدعو للخالق في هذا المصاب، وكل يوم أن يحمي هذه المدينة، ويحفظها، ويحفظ شعبها،وزوارها من كل مكروه على مدى الأيام والسنين.

كلنا بيروت، هذه المدينة التي ارهقتها الحروب، والتفجيرات،والتي يستكثر عليها الكثير من الحاقدين أن تعيش بهدوء وسلام، أو أن يمضي عيدها دون أن يعكر صفو أهلها،او دون أن تنحرق قلوبهم، ليأتي هذا الانفجار الذي هز اركانها ولم يهتز حب شعبها وزوارها لها.

كلنا بيروت، نضمد جراحنا، قبل جراحها، لأن الجرح واحد، والهم، والمصاب واحد، وهو مصاب جلل، ونضع اليد باليد، وقبلها القلب على القلب لننفض كل الأتربة، والغبار والناتج عن هذا الانفجار، وننهض اقوى من قبل، نبنيها ونعمرها من، ونضع رصاصة في عين كل حاقد.

نعم كلنا بيروت، ففي الوقت الذي انفجر فيه مرفأ هذه المدينة الحرة،وعاصمة الحرية ليلة أمس الثلاثاء ،انفجرت مشاعرنا حبا لها، وتضامنا مع الأخوة الأشقاء في لبنان، واعلان وقوفنا الى جانبهم في مصابهم العظيم.

كلنا بيروت، نعزي أنفسنا بهذا المصاب، كما نعزي أسر ضحايا هذا الانفجار اللعين،والذين لقوا حتفهم من شدة الانفجار، وندعو بالشفاء العاجل للمصابين، ونتمنى ألا يقف العالم مكتوف الأيدي بعد هذا المصاب، وبخاصة في الدول العربية، لأن الدم واحد،
والهم واحد، والمصاب واحد.

كلنا بيروت، نتوشح بالسواد، ونعلن الحداد، تبكي قلوبنا قبل عيوننا، حدادا على ضحايا انفجار مرفأ بيروت،من المصابين، والوفيات وعلى ما آلت اليه الأحوال في هذه المدينة الوادعه.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى