يسرى أبو عنيز تكتب: في وداع الرئيس

يسرى أبو عنيز-  في البداية نود أن نقول أن الحظ ،كما هي الظروف التي تمر بها المنطقة،والاردن كجزء منها، لم تخدم رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز،رغم عمله كل ما بوسعه منذ فترة توليه هذه الحكومة،للخروج من الكثير من الأزمات التي ألقت بنفسها على هذه الحكومة،ومنها ما كانت موجودة أصلا قبل توليه،مثل الفقر والبطالة.

الرئيس الرزاز الذي سيغادرنا،وحكومته بعد أن تم حل مجلس النواب،وهذا استحقاق دستوري لا يختلف عليه اثنان،ورغم ذلك فإن حكومة الدكتور عمر الرزاز،ماضية بعملها وبتوجيهات من الرئيس مباشرة،وكأنها في البدايات،وذلك لطبيعة الظرف الاستثناىي الذي نمر به.

وللأمانة،ورغم أني لا أميل للمدح،وبخاصة للمسؤولين،غير أن قضايا كبرى عصفت بهذه الحكومة منذ اللحظة الأولى لتشكيلها ،واستلامها مهامها،وعلى سبيل المثال لا الحصر،قضية إضراب المعلمين،والخلافات مع نقابتهم،وما نتج عنها من تعطيل للعملية التعليمية لفترة شهر أو يزيد في المدارس الحكومية والخاصة في المملكة،وكذلك اتفاقية الغاز الصهيوني،اضافة لملفات الفقر والبطالة وغيرها الكثير.

ولم تكد هذه الحكومة تتخلص من أزمة نقابة المعلمين،حتى جاءت جائحة الكورونا،والتي تجتاح العالم،لتزيد الطين بلة،فمن ناحية إيقاف العملية التعليمية في المدارس،والجامعات ،ومن ناحية أخرى إغلاق المملكة،والكثير من المنشآت،والمنافذ الحدودية،والمطارات.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب،بل إن نسب الفقر،والبطالة في ازدياد،بعد فقدان عشرات الآلاف من المواطنين أعمالهم،ووقف التعيينات،بسبب الظروف المالية التي تمر بها البلاد،والعالم أجمع،وعودة الكثير من الأردنيين ممن يعملون في الخارج بسبب الركود الاقتصادي العالمي،واغلاق الكثير من المحلات التجارية،والمؤسسات والشركات الخاصة،وعدم إستقبال السياح،الأمر الذي يهدد منشآت هذا القطاع بالافلاس كما هي الكثير من القطاعات في المملكة،والعالم.

وحكومة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز،والتي تم تشكيلها في حزيران من العام 2018،مستمرة في عملها حتى كتابة هذه السطور،رغم ما واجهها من صعوبات،ورغم كل الإخفاقات،كما هو الحال بالنسبة للحكومات الأخرى،غير أن ملفات ساخنة ستحيلها للحكومة الجديدة،والتي سيتم تشكيلها بعد إستقالة حكومة الرزاز،غير أن هذه الملفات ستكون الأصعب على الإطلاق على أي حكومة أردنية بسبب جائحة الكورونا التي تجتاح العالم،وبدأت تستفحل في الأردن.

نقول للرئيس الرزاز،أنت لم تخذلنا ولكن الظروف،هي من خذلتنا وخذلتك،فأنت رجل تتحلى بمكارم الأخلاق،غير أن المستجدات على الساحه المحلية والعالمية،كانت أقوى من الجميع،وخلفت الكثير والكثير من الألم للبشرية، وربنا يعطيك العافيه ،كما نقول للرئيس القادم أعانك الله على تحمل المسؤولية.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى