يسرا ابو عنيز تكتب :. الكور نا والصحة النفسية

ليس غريباً أن يزداد عدد الأشخاص الذين يراجعون عيادات الصحة النفسية في المملكة منذ بداية جائحة الكورونا،والتي بدأت تفتك بالعالم منذ نهاية العام الماضي ٢٠١٩,وتزداد أعداد الحالات المسجلة منذ بداية العام الحالي ٢٠٢٠.

كما أنه ليس من الغريب كذلك أن يزداد قلق المواطن الأردني،ويزداد توتره أيضًا بعد تلك الظروف التي مررنا ونمر بها من الحظر الشامل،والجزئي،بسبب فايروس الكورونا،وما نتج عنه من فقدان الكثير من المواطنين لمصادر الدخل،وزيادة في أعداد الفقراء والعاطلين عن العمل،وتأثر كافة نواحي الحياة في جميع دول العالم ومنها الأردن بهذا الأمر.

وليس من الأمر المستغرب أيضاً،ان تزداد مخاوف الناس من هذا الفايروس القاتل في هذه الأيام،وذلك بعد أن تجاوزت أعداد الإصابات،والتي أصبحت في تزايد مستمر،تجاوزت حاجز ال٢٢ ألف إصابة في الأردن،بعد أن كانت لا تتجاوز الألف إصابة قبل شهر تقريباً،وكذلك فإنها وصلت لملايين الحالات في دول العالم.
فمن الأمر الطبيعي أن تزداد مخاوف المواطن،وقلقه بعد تزايد أعداد الحالات المسجلة بفايروس الكورونا،والذي بات يحاصرنا في كافة مناطق المملكة،بعد هذا الإنتشار المجتمعي بحيث يشمل كافة المحافظات،بعد أن مقتصراً على عدد من المناطق قبل عدة أشهر.

فقلق المواطن الأردني أصبح مبرراً،فمن ناحية الخوف على صحة المواطن وعائلته،والخشية من إصابتهم بهذا المرض القاتل الذي بات يهدد حياة البشرية،ومن ناحية أخرى تراجع مستوى المعيشة،والتعليم ،وتدهور الإقتصاد مما يجعل المواطن أكثر عرضة للضغوط النفسية التي تدفعه للتوجه لعيادات الصحة النفسية،والتي قد يجد فيها متنفساً لوضعه.

وبعد كل هذه الخسائر التي لحقت بالبشرية بشكل عام،وبالأردنيين بشكل خاص،سواء تلك المتعلقة بالشأن الصحي،وبالشأن الاقتصادي،وتراجع الإقتصاد العالمي،وإغلاق الكثير من المنشآت الإقتصادية الكبيرة منها والصغيرة،وكذلك إنخفاض مستوى الدخل،وذلك بعد فقدان الكثير من المواطنين لأعمالهم،ومنشآتهم،وعودتهم لأرض الوطن بعد هذه الجائحة،وتراجع الوضع الإقتصادي.

ونظراً لكل هذه الظروف التي رافقت،وترافق جائحة الكورونا،وما نتج عنها من آثار سلبية على مختلف القطاعات،والمواطن في مختلف مناطق المملكة،فإن عيادات الصحة النفسية حتما ستشهد تزايدا في أعداد الحالات التي ستراجعها من المواطنين،لعل وعسى تكون متنفساً لهم للتخفيف من المعاناة الكبيرة التي تواجه المواطن.

كما أن أيام الحظر ،والتي فرضتها الحكومة لفترة طويلة بسبب جائحة الكورونا،ولمنع إنتشار هذا الفايروس القاتل في بداية ظهوره بالمملكة خلال شهر ٱذار الماضي،وكذلك الحظر الشامل ،والجزئي والذي لا زال يطبق في بعض مناطق المملكة،والعودة للحظر ليومي الجمعة والسبت في الأردن،بسبب زيادة الحالات ووصولها لأكثر من ألف حالة في اليوم الواحد في المملكة،كل هذه الظروف كفيلة بأن تجعل المواطن يتوجه لعيادات الصحة النفسية،خوفا وقلقا على وضعه الصحي،إضافة لما يرافق هذا الوضع الوبائي من تأثير على حياته بشكل عام. نى

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى