كلنا صالح يسرى أبو عنيز

  1. كلنا صالح
    يسرى أبو عني
    كلنا صالح،ذلك الفتى البريء،والذي ارتكبت بحقه قبل عدة أيام في محافظة الزرقاء،جريمة بشعة،وجريمة ضد البشرية،جريمة كلها حقد على فتى ليس له حول ولا قوه،لم يكمل عامه السادس عشر،جريمته الوحيدة أنه قريب لشخص ارتكب جريمة بحق أحد أقارب الجاني الرئيسي في وقت مضى،ليكون له بالمرصاد،ويرتكب بحقه جريمة تقشعر لها الأبدان.

نعم كلنا صالح،لعل وعسى يصلح الحال ،بعدما وجدنا في مجتمعنا الأردني أشخاص بهذه الصفات،وهذه الوحشية،يقدمون على أفعال لا تخطر على بال أحد،بحق طفل أعزل،دون أن يرف لهم جفن.
نعم كلنا صالح،في محاولة منا لإصلاح ما أفسده هؤلاء الأشخاص من جسد هذا الطفل البريء،ليعود صالحاً معافا،ويكون له من إسمه نصيبا كما كان قبل هذه الجريمة البشعة،والتي هزت الرأي العام،كما هزتنا جميعاً.

نعم كلنا صالح،من أجل أم هذا الطفل التي لم ولن تسامح نفسها،وستشعر بالذنب طوال حياتها،معتقدة أنها السبب لما حدث لفلذة كبدها،بحيث ارتكبت بحقه هذه الجريمة البشعة،وذلك لكونها من أرسلته لشراء الخبز،ليكون الجناة بانتظاره بحسب روايتها.

نعم كلنا صالح،في محاولة منا لإصلاح عقول بعض الأشخاص الذين يرتكبون جرائمهم بدم بارد،وبخاصة هذه الجريمة بحق هذا الطفل التي لم تخطر على بال أحدنا في يوم من الأيام،انها ستحدث في الأردن،حتى يتم تقطيع يدين هذا الصالح وتفقأ عينيه.

نعم كلنا صالح،لعلنا نصلح،او نرمم الوضع النفسي قبل الصحي لهذا الطفل الذي يحتاج الكثير من التدخلات الطبية،والتأهيل النفسي ليتجاوز بعض ما لحقه من أذى نفسي،وصحي على يد من ارتكب بحقه هذه الجريمة النكراء ،والغريبة عن مجتمعنا الأردني.

كلنا صالح ونحن ندعو الى الله تعالى أن يخفف ألامه،لأن وجعه هو وجع لكل الأردنيين،الكبار منهم والصغار،وأن يرحم الله قلب أمه الحزين،والذي أدماه الألم،والحرقة على فلذة كبدها بعدما نكل به الجناة،لأن حزنها وألمها يؤلمنا،ودموعها تحرق قلوب جميع أمهات الأردن.
نعم كلنا صالح، لعلنا أيضاً أن نصلح تلك الصورة القاتمة عن مجتمعنا،بعد أن هزته هذه الجريمة البشعة من الداخل ومن الخارج،وشوهة صورته،كما هزتنا جميعاً،هذه الجريمة النكراء التي ارتكبت بحقنا،وحق المجتمع الأردني قبل أن تكون بحق هذا الطفل الذي لم يعي بعد معنى الثأر والانتقام ليكون الثمن الذي يدفعه غاليا.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى