مجازر دموية ارتكبتها العصابات الصهيونية وجيش الاحتلال الصهيوني في فلسطين ح 2 مجزرة الدوايمة

عبدالحميد الهمشري
كما ذكرت في حديثي عن مذبحة بيت ريما التي ارتكبتها العصابات وجيش الاحتلال الصهيوني راعي الإرهاب في فلسطين خلال شهر تشرين الأول من عام 2001 ، سأتناول في هذه الحلقة مجرة رهيبة ارتكبتها العصابات الصهيونية الإرهابية في بلدة الدوايمة الفلسطينية في قضاء الخليل في 29 تشرين الأول عام 1948 فاق عدد ضحاياها ما جرى في مذبحتي دبير ياسين وأبو شوشة والتي جرت جميعها بدم بارد .
فبعد أن كان أهلها ينعمون بالهدوء والاستقرار والعيش الحسن حولتها عصابة ( كتيبة الكوماندوس 89 ) التابعة للواء الثامن الصهيوني الإرهابي بقيادة موشية ديان والتي كانت تتألف من جنود خدموا في عصابتي ( شتيرن ، والارغون ) حولتها إلى جحيم ، وقد حاولت سلطات الاحتلال طمس معالمها وتفاصيلها بأوامر تقضي بدفن شهداء البلدة في قبور جماعية والتعتيم الإعلامي على ما جرى ، ومنع التحقيق فيها.. حيث داهمت القوات الارهابية المعتدية البلدة فبل الانتهاء من صلاة الجمعة في مسجدها وبدأت بإطلاق النار في كل مكان منطلقة من جهات ثلاث ، الشمال والجنوب والغرب ، تاركة الجهة الشرقية على ما يبدو لهروب أهل البلدة ، حيث وصف أحد أبنائها الهجوم وقال”أنه شاهد الدبابات العبرية قادمة من الجهة الغربية متجهة شمالاً وشرقاً إلى قرية القبيبة ومن جهة قرية بيت جبرين وبعد تجمعها وقبل الظهر أخذت تنحدر شرقاً باتجاه بلدة الدوايمة ، غير آبهة بالمقاومة الضعيفة من أبنائها وهذه العملية لم تكن منعزلة عن مخطط القتل والترحيل الذي نفذ ضد أبناء الشعب الفلسطيني حيث كان الهدف منها قتل ما يمكن قتله وتخويف من نجا ليهرب حتى تخلو من أهلها ..
وقد نشرت صحيفة حدشوت العبرية تقريراً موسعاً حول المجزرة أشارت فيه إلى مراحل حدوثها وعلى النحو التالي :
الأولى تم فيها قتل ما بين 80 – 100 شخص بينهم النساء والأطفال ، معظمهم في البيوت والشوارع.
الثانية : ما حصل فيها كان من ابشع المجازر حيث قاموا باقتحام المسجد وتدنيسه بل وارتكبت فيه فظاعات ومذابح بحق من لاذ به طلباً للحماية والأمان حيث ذبحوا الشيوخ الذين كانوا يقرأون القرآن الكريم.
يصف أبناء البلدة مذبحة المسجد أنه في الساعة العاشرة والنصف تقريبا مرت مجنزرتان قرب مسجد الزاوية حيث كان يتواجد هناك ما بين 100 150 شخصاً من الأهالي معظمهم من كبار السن ذهبوا مبكرا لأداء صلاة الجمعة ، وبينما هم يستعدون للصلاة ، سمعوا إطلاق نار ، فبدأ قسم من المصلين بالخروج من المسجد بسرعة بينما لجأ إلية قسم آخر على أساس أنه بيت الله ، ولكن الجنود دخلوه وهما يطلقون النار النار على كل من كان يتواجد فيه,
وذكرت الصحفية يوئيلا هارشفي في صحيفة حدشوت :”أن عدد الضحايا بلغ 332 ، وأما المؤرخ بني موريس فقد ذكر أنهم عشرات أو ربما مئات من أبناء البلدة ، وقدر أن العدد تراوح وفقاً لجيش الدفاع الصهيوني وهيئة الأمم بين 70 – 100 قتيل” ..

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى