يسرى أبو عنيز يكتب :  حاصد الأرواح يصطادها من جديد

يسرى أبو عنيز- لعل الموت ينتظرنا في كل مكان،ويحصد أرواح أبناء الأردن الواحد تلو الآخر،كما يحصد أرواحهم أينما كانوا،فما بين حوادث السير،وبين وفيات الكورونا،اضافة للوفيات الناتجة عن الأمراض المزمنة كالسرطان والفشل الكلوي،وتشمع الكبد وغيرها من الأمراض الأخرى،إضافة لحالات الوفاة الناتجة عن السكتات القلبية،والدماغية،فقد تعددت الأسباب،غير أن النتيجة واحدة.

وبما أننا نتحدث هنا عن الموت،فإن هذا لا يعني اعتراضنا لا سمح الله،وذلك لأن الموت حق،غير أن الأسباب هي ما تجعلنا نقف عندها وكذلك فإنها تؤلمنا،خاصة إذا كان من توفاهالله عزيز،أو قريب.

غير أن لحاصد الأرواح،وهو الطريق الصحراوي،النصيب الأكبر،وحصة الأسد من طرق المملكة في اصطياد أرواح أبناء الأردن،حيث حوادثه الدموية،بل والمميته،ولعل ما يحدث عليه من حوادث سير مأسوية لأكبر دليل على ذلك.

ولعل ما حدث يوم امس الثلاثاء، لمركبة النائب السابق يحيى السعود،والتي كانت تقله وشقيقه، وأبنائه حيث وقع حادث السير الدموي على هذا الطريق،لدليل واضح على مأساوية هذا الطريق الذي أصبح فعلا طريقا للموت وليس لشي ء آخر.

حادث الأمس الدموي ،والذي فقدنا فيه النائب السابق المرحوم المحامي يحيى السعود،وشقيقه عمر السعود،واصابة إثنان من أبناء النائب السابق إصابات بليغة،يضيف ضحايا جدد للطريق الصحراوي،والذي هو بالفعل مصيدة لأرواح أبناء الأردن ممن يسلكون هذا،وكأنه أصبح لعنة على رواده وسالكيه.

ورغم كل ما يقال عن أعمال،الصيانة،والتوسعة،وكذلك أعمال الإنشاءات في هذا الطريق،وكذلك ورغم كل الإيعازات من الجهات المعنية بهذا الشأن بخصوص هذا الطريق،وكل ما كتبنا عن خطورته،إضافة لضحاياه،إلا أن الوضع كل يوم يكون مؤلماً أكثر من قبل.

والألم هنا يأتي، من فقدان الكثير من الأردنيين لاعزاء على هذا الطريق رحلوا دون وداع،ودون سابق إنذار،فكم من عائلة تيتمت،وكم من زوجة ترملت،وكم من أسرة فقدت فلذات كبدها قبل أن يعرفوا معنى الفرح،ويحققوا أحلامهم،جميعهم لقوا حتفهم على هذا الطريق،حتى أن القلوب ادماها الحزن،والعيون جفت دموعها من شدة الحزن على فقدان اعزاء كانوا ضحايا لطريق الموت.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى