الشباب العربي مستمر بقيادة سفينة التحرر العربية في العراق وفلسطين

مجريات الأحداث في فلسطين والعراق ، تكاد تكون متوافقة ، وتعتمد في ممارساتها من قبل سلطات الاحتلالين الصهيوني والفارسي في كلا القطرين ، العنصرية والتطهير العرقي والاعتقال العشوائي المنظم للناشطين وتعرضهم للتعذيب وللتصفيات الجسدية حيالهم ، والتعرض لممتلكاتهم وذويهم إذا لزم الأمر ، وكل ذلك مشرعن على مستوى الدولة المحتلة وعلى مستوى الدولة والدول الراعية لهذا الإرهاب بحق الشعب العربي فيهما ، حيث لا يخفى على أحد أن التطهير العرقي الممارس يستهدف الوجود العربي فيهما برعاية صهيو فارسية أمريكية ويسهم اللوبي الصهيوني في واشنطن وأوروبا للترويج لمبررات تلك الممارسات ، حيث يجري تزييف الحقائق وطمس ما يجري من أحداث لأن نجاح الشباب في فرض إرادة الشعب يضر بمصالح حلفاء الصهيونية في تحقيق المراد نحو حرية الشعب العربي في كل قطر عربي كما تكشف زيف الادعاءات التي تتحدث عن أن كليهما كان يتبعان للنفوذ الصهيو غربي في غابر الزمان بعكس ما يكشفه الشباب الثائر من أنهما أي العراق وفلسطين إلى جانب وحدة بلاد الشام ” سوريا والأردن ولبنان ” ووحدة مجرى نهر النيل ” السودان ومصر ” كانت مهد الحضارات وأولى الحكومات البشرية التي نظمت العلاقات الإنسانية منذ فجر التاريخ ، ما يؤكد أن العنصر اليهودي والفارسي والرومي كانوا طارئين عليهما وامتد وجوده مع الهجمات البربرية التي انطلقت فيما بعد على شكل سلسلة هجمات بشرية متلاحقة قدمت من الصين والهند عبر أوروبا اللتين كانتا تشهدان تقدما حضارياً كما المنطقة العربية ” أرض كنعان وسوريا والعراق ومصر والجزيرة العربية ” وفرضت وجودها على المنطقة لاحقاً ، فالفرس وروما كانا في صراع بعد تكونهما لفرض الهيمنة على بلداننا العربية خاصة العراق وفلسطين.
حيث كان هناك صراع متبادل بين ممالك أوروبا ومملكة فارس الكسروية للهيمنة على المنطقة العربية إلى أن استقرت الأمور لتكوين مملكتين عربيتين من عرب قادمين من اليمن بعد انهيار سد مأرب الأولى في العراق وهم المناذرة وجنوب بلاد الشام وهم الغساسنة وكانت كل دولة منهما يتبع دولة وتشكل خط الدفاع الأول للدفاع عن حدود كل منهما وظل الحال كذلك حتى تمكن رسولنا الكريم من توحيد عرب الجزيرة العربية وتشكيل دولة مركزها المدينة المنورة .. حيث التقت مصالح المناذرة والغساسنة مع دولة المدينة وحرروا البلاد العربية من السطوة الفارسية والبيزنطية بل وأنهوا دولة الأكاسرة الفارسية وإلى الأبد ، حتى أن اليهود لم يتمكنوا من بسط سيطرتهم سوى على أجزاء بسيطة من فلسطين التاريخية لم تعمر تلك السطوة لأكثر من ثمانين عاماً ما لبث وأن داستها جحافل سرجون الثاني الأشوري ونبوخذ نصر البابلي الذي سباهم وأعادهم اليها تملقهم لقورش الفارسي وطمس معالمهم نهائيا تطس الروماني سنة 70 ميلادية كونهم كانوا أهل فساد وضلالة.
لكن الفرس والغرب لم يستكينوا يوما في محاولاتهم من فرض إرادتهم على العراق وفلسطين خاصة فابتليت فلسطين بالصهيونية والعراق بالتآمر الفارسي والصهيو أمريكي وهما الآن يخضعان للهيمنة الأجنبية ..
شبابنا العربي فيهما لم يستكينا لهذين الاحتلالين .. فهبا للدفاع عن عروبة بلديهما وقدما الغالي والنفيس وما زالا يقدمان لتحريرهما من دنس الاحتلال .,
فشبابنا العربي والرافضين للطائفية البغيضة في العراق وفلسطين يتحدون بصدورهم العارية معركة التحرر من دنس الاحتلالين الفارسي والصهيو أمريكي ، نعم ، ما زالت المعركة مستمرة ، ولن تتوقف إلا بتحقيق مطالب هؤلاء الشباب بحرية الوطن وعزته وكرامة الشعب والعدالة الاجتماعية ، فالمعركة ابتدأ أوارها منذ بداية القرن الماضي في ثورة 1920 العراقية والمواجهات في فلسطين التي ما زالت مستمرة ، حيث أضعف احتلال العراق في عام 2003 الموقف الفلسطيني ، لكن آمل الفرج بات قريباً في القطرين العراقي والفلسطيني حيث أنهما يرفدان بعضهما بعضاً ويشد كل منهما من أزر الآخر ، فانتفاضة تشرين التي ما زالت مستمرة ترقبها عين المقاومة الفلسطينية بالبشر والخير ، هذه الانتفاضة التشرينية يحاول جزارو الفتنة الطائفية وأد تطلعات شبابها في بناء عراق المجد والعز في مهدها ونصرة فلسطين ، خشية على مشروع هؤلاء الجزارين النهبوي لثروات البلد لصالح الاحتلالين الصهيو أمريكي والفارسي ، فاحترقت أصابعهم وللهروب إلى الأمام جرت ملاحقة الشباب المنتفض والتعرض لهم بالقتل والخطف والاعتقال والتهديد والتغييب تماماً مثلما يحصل في فلسطين ، فصنعوا بتواصلهم والإصرار على مطالبهم بناء الثقة بينهم وشكلوا جداراً متينا حال دون تمكن هؤلاء من تحقيق مطالب العصابة التي تأتمر بأوامر عصبة إيران والأمريكان والصهاينة ، فأدرك من يحاولون صدهم ووقف حراكاتهم المستمرة أمام صمودهم الأسطوري أدركوا أن الدائرة على الباغي تدور ، وأن جذوة المعركة لن تنطفئ وستبقى المواجهات مستمرة بأسلوب ممنهج ومدروس لسبر كيد الأعداء مصاصي خيرات الوطن لصالح أعدائه وإسقاط نهجهم التآمري على وطنهم .
فاستراتيجية المواجهة تمر عبر تكتيكات تُفشل مخططات العدو وتُثبت عجزه عن تحقيق مراده، وعلى العدو أن يدرك قبل أن يقدم على أي خطوة يخطوها أن برميل البارود أمام اتباع سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة والتسلط والجبروت يُحَوَّله إلى مرجل قابل للانفجار في أية لحظة وعندها كما يقول المثل” على الباغي تدور الدوائر” . .وبدل أن تكون هي موحدة لأتباع إيران والصهاينة ، ستكون موحدة لجهود الشباب في مواجهة أعداء العراق الموحد وفلسطين من فرس وأمريكان وصهاينة وأتباع وذيول .
[email protected]

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى