الإقتصاد والسياسة أم الاخلاق أيهما أولى بالإهتمام

 

بقلم لورنس عواد

منظومة الأخلاق والعادات والأعراف التي يتمتع بها المجتمع العشائري وتعارفت عليها المجتمعات الحضارية ( المدن والقرى والمخيمات ) وما تعانيه هذه المنظومة في ظل غياب الوعي الأسري .
ففي السنوات الأخيرة ومن خلال تلك القفزات المتكررة واللامتناهية في الإتصالات والتواصل الإجتماعي عبر مواقع وبرامج التواصل الإجتماعي وما يسمونه العالم الإفتراضي الذي لا يراعي حرمة منزل ولا حرمة إنسان
فاصبحت اللاحدود هي شعار يطبق من قبل البعض على الجميع ولكي لا يكون الضوء مشتت فتصبح الرؤيا خافته يجب التركيز على نقاط محدده ورؤيتها من زاوية لا يقف بها أحد لتكون الصورة المرآه موضح بهاالأسباب والمسببات التي وضعتنا على هذا المنحدر الأخلاقي .
ففي الأشهر القليلة الماضية ودون الخوض في التفاصيل الدنيئة
تعرض المجتمع لهزات ثقافية وأخلاقية في ثلاثة مواقف
( اللانسر والجي كلاس والفورد فيوجن ) وهنا علينا أن ندق ناقوس الخطر في الأسرة أولا وفي كافة وسائل الإعلام .
فلا يعقل أن يكون هناك نقاش في مجلس نواب انتخب حديثا في وضع اقتصادي على شفا هاوية ومديونية فاقت الثلاثين مليار أن يكون لفيديو لاأخلاقي ذو أهمية في الشارع أكثر مما يتداوله علية القوم من الساسة والإقتصاد وأولي الأمر ويبقى التساؤل عن الأسباب مشروعا
وعن مسببات هذه الأسباب :

البطالة بوابة الفقر والباب الرئيسي للفراغ الشبابي والعامل الحقيقي للنزاعات الأسرية ولا شك أن الدور الأكبر في التاريخ القديم والحديث لم تهدم المجتمعات إلا وقد نال العث بأهم قواعدها واساسياتها القضاء أولا والمنظومة الأخلاقية ثانيا
فالمنظومة الأخلاقية في مجتمعنا أصبحت تتهالك وأهم مهلكاتها المفهوم الخاطئ والمغلوط دون عقاب في مفهوم الحقوق العامة والحقوق الشخصية والحريات العامة وحدود الحريات الشخصية .

فالدين ينهى والدولة تمنع من خلال قوانينها وأنظمتها لهذا يجب أن يكون العقاب الرادع لكل من ساهم في تشويه الأخلاق العامة وكل من يعبث بالفكر العام من خلال زرع الفتن أو من خلال نشر ما يسئ إلى ما تعارفنا عليه بالمجتمع من خلال قصد أو من خلال جهل، وهنا يجب أن يكون ميثاق شرف وميثاق أخلاقي يتبناه من أصدق الناس القول في مواقع التواصل الإجتماعي وعلى المعنيين وأصحاب الإختصاص أن يجدوا بالطرق القانونية ما يمنع كل ما يسئ ويشوه منطومتنا الأردنية
( الديانات السماوية وعاداتنا واعرافنا ) فالدين لله
وقد تكفل رب العزة بالحفاظ عليه والعادات والتقاليد والأعراف موروثه صعب أن نرفضها وهي مليئة بمكارم الأخلاق فالتغيير يجب أن يطال القانون وتشديد وتغليظ العقوبات على كل مستهتر ومستهزئ ومتناقص من المبادئ الأردنية.

الإنفتاح على العالم أضاق علينا عباءات العز والكرامة وخلع عن البعض رداء المروءة والرجوله فما قاله صاحب القول إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فلابد لنا من منع من يريدون ذهابنا من خلال تلك الطرق العبثية التي تطال أخلاقنا وما تربينا عليه.
إن تبعات وردود الفعل لتلك المقاطع سيئة الذكر لن تقف عند فاعليها بل تتجاوز اسرهم العائلية الصغيرة وقد تصل إلى الخمس منهم فأي مجتمع يقبل بأن يوصم عائلة بالمئات أفرادها من أجل فاقد مروءة ومنعدم الأخلاق أو من أجل أنثى لم تقل عنه في الأخلاق والتربية .
مجتمعنا ملئ برجال بهم إرث حاتم الطائي وامروء القيس وعروة بن الورد وخولة بنت الأزور والخنساء وغيرهم الكثير الكثير ولكن للأسف الشديد نشطاؤنا على مواقع التواصل الإجتماعي الكثيرة هم جزء من المشكلة وليس الحل لفقدان بعضهم الوعي الكافي ولغياب الوطنية في أنفسهم و أجندات البعض الخارجية يسعون دوما للنيل من الدولة من خلال تعظيم وإشهار الأ.سوا باستمرار .

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى