سامية المراشدة: قبل فوات الآوان

 

يقولون أن دولتنا فتيّه وأن فئة الشباب لابد أن تصنع المستقبل للوطن وعليها أن تكون بمثابة سداً منيعاً لمحاربة الأرهاب وجنداً وفياً يحمي الوطن ، وعلى هذه الفئة أن تضع قواعد متينه لنباء البلد وأن تتحمل المشقة والتعب لأجل أن يكون الوطن متماسكاً وصامداً.

وهذا ونحن داخلون الى مئوية جديدة واصبح الوضع مقلق جداً ،وبكل أسف اصبح الشباب على يقين أن الشهادة الجامعية لا تفيد بقدر أن يتعلم مصلحة أو مهنة يترزق منها بعد التخرج ، واصبح يتجرع كأس الإحباط والكآبة كل يوم من قرآءة الأخبار واصدار القرارات ، وأصبحنا نرَ شيئاً فشيئاً هناك ابتعاد عن الدين و العادات والتقاليد والمفاهيم التي رسخناها في مجتمعنا ليبقى سليماً من عواقب الفوضى والاختلال فأصبح الاستعراض على التطبيقات هو ملاذهم وأصبح هناك هشاشة في التفكير واختيار التعابير التي لا تليق بمجتمعنا.

اصبحت فئة الشباب أكثر البحث عن المال وهذا حقه ،وهناك من ينافس بعضهم البعض على الوظيفة بكل مكان بسبب ضئن سوق العمل وأصبحت ثقافة العضلات تغلب المواقف ، وذهبت ثقافة الأدب بالمعاملة تزول تدريجياً .

ذهبت فكرة الزواج من ذهن الشباب بسبب البطالة ،وأصبح كحلم لن يتحقق لدى الجميع ، وتدخلت ثقافة جديدة بالانفتاح الواسع والصداقة بلا قيود بين الفتيات والشباب وقد يفوت قطار الزواج عنهم دون أن يلتفتوا للعمر الذي مضى في محاولات جمع رصيد في البنك وأصبحت القناعات بتلك الفكرة تتغير مع ارتفاع الاسعار وغلاء الشقق السكنية وتدني الدخل ،وأخشى من أنهيارات اخلاقية في المستقبل ، لأن النظرة المادية فقط هي التي تسيطر على عقل الشاب فيذهب للبنت الغنية حتى وان كبرته سناً والفتاة تتزوج متزوجاً أو أكبرها سناً المهم أن يكون مقدراً مالياً على اعتقاد بأن هذا الحل الأمثل لهم.

الحياة العصرية لها متطلبات وفئة الشباب لابد ان تسعى الى التطور ، إلا في وطننا الشاب يشيب على أمل وجود كاسة قهوة أمامه وعلبة دخان وبطاقة خلوي وبضع الدنانير في المحفظة، اهاذا الحال يليق بدولة فتيّه تراهن على فئة الشباب؟ ، نرجوا إعادة التفكير بالمستوى الذي وصلنا اليه قبل فوات الأوان .

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى