يسرى أبو عنيز تكتب:  مطر..مطر

 

يسرى أبو عنيز- فرحتنا بهطول المطر بهذه الغزارة ،وتوالي المنخفضات الجوية الواحد تلو الآخر منذ نهاية الأسبوع الماضي ،بعد أن انتظرناه طويلا ،خلال هذا الموسم من هذا العام ،فرحتنا لا توازيها أية فرحة أخرى.

المطر لهذا العام انتظرناه بفارغ الصبر ،حتى أن بعضنا فقد الأمل بموسم مطري جيد،بعد أن مضى على أربعينية الشتاء أكثر من عشرين يوما ،حيث كانت فيها درجات الحرارة في ارتفاع مستمر ،ولم تشهد أي تساقط للأمطار كما اعتاد المواطن الاردني.

ولعل المزارع الأردني،كان من أوائل من فقدوا الأمل بموسم مطري جيد ،وذلك بعد أن قام بزراعة أرضه بالمحاصيل الشتوية،اضافة لبعض المزروعات الأخرى، والتي يعتمد في ريها على الأمطار ،والتي اعتاد على زراعتها في هذا الموسم في كل عام.

فرحة المزارع ،وفرحتنا بهذه الأمطار، كفرحة طفل صغير بالعثور على لعبته والتي اعتاد اللعب بها،وذلك بعد ان فقدها لفترة طويلة،وكفرحة الملهوف لشربة ماء ،وذلك بعد ان ظل طريقه في صحراء قاحلة،ليجد الماء بعد طول عناء،وبعد أن أنهكه التعب.

جاء المطر رغم تأخره،ليروي أنفسنا كما يروي الأرض ،ويحيي كل ما فيها ،ومن عليها من حيوان ،وإنسان ،ونبات وليحولها الى واحة خضراء بعد أن ينبت الزرع ،وتكتسي بحلتها الخضراء ،ولتتزيين بزهورها البرية الجميلة،وتحولها كبساط اخضر جميل مزركش.

جاء المطر،بعد طول انتظار ،ليغسل الأرض من شوائبها،ولينظفها مما علق بها من كل شيء ،لنجد ازهارها تتفتح ،وأشجارها تكتسب حلة خضراء أكثر من قبل ،بعد أن غسلتها الأمطار ،وأضافت اليها الكثير والكثير من الجمال،والذي وهبها اياه خالق هذا الكون.

جاء المطر بكل ما يحمل من خير،وجمال ،وليزيد الأرض في فصل الشتاء جمالا أكثر من جمالها ،وليجعلها تتهيأ لفصل هو من أجمل فصول العام ،وهو فصل الربيع ،وذلك بعد أن ترتدي حلتها الخضراء ،ولتريح أبصارنا على مدار أكثر من أربعة أشهر في العام.

جاء المطر ،وزرع كل شيء جميل،وأعطى الآمال للمزارعين ،وأحيا الأرض ،والإنسان ،جاء المطر ونظف الارض، والحجر ،والشجر من الشوائب وما علق بها من الاتربةوالغبار،ترى هل نظف المطر ما علق بنفوس البشر من الشوائب؟

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى