برنامج المنكوس يبدأ منافساته على لقب “فارس المنكوس”

انطلقت مساء أمس الأحد من دار التحدي واللامستحيل “أبوظبي الأمل”، أولى أمسيات برنامج المنكوس في “موسمه الثاني”، الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وعلى الهواء مباشرةً من مسرح شاطئ الراحة عبر قناتي بينونة والإمارات، وقد تم بث الحلقة بدون جمهور؛ نظراً للالتزام بتطبيق كافة الإجراءات الاحترازيةِ والوقائية، وحرصاً على سلامة الجمهور والعاملين.

وبدأت فصول الموسم الثاني مع عذب القصيد لباني الدار القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، من خلال أبيات شعرية مقتبسة من ثلاث قصائد من قصائده:

“لي صاب شاعرنا محمد صابه قرمٍ ومعنا كم خيار اللاّبه

لكنّ عوق الودّ لي عايابه شهمٍ خضع للّي ينير اثيابه

عساه ينعم به ويتهنّا به في خلوةٍ ما حد يِقْرَع بابه”

***

“لي يحبك تعرف مسيره والمعاني لي يسويها

يبتهج بك زدّ عن غيره وتنشرح نفسه لغاليها

قبل لا يشرع بتفسيره تلتمح فالعين طاريها”

***

“أنا ما سِعِدت بطيب وقتي ولا حسّيت إلاّ بوجودك شفتْ وقـتي ولـذّاتـه

لك مُوقَعٍ في داخل القلب بَه حطّيت حبّك ملك قلبي تحكّم بِنبضاته”

وتم أداء هذه القصائد بصوت الفنان الإماراتي المميز “عيضه المنهالي”، الذي قدم وصلة غنائية من هذه القصائد في مطلع الحلقة، وقال المنهالي عقب انتهاء فقرته: “إن برنامج المنكوس يساهم بشكل كبير في ترسيخ موروث آبائنا وأجدادنا ونقله عبر الأجيال، حيث أعاد البرنامج لحن المنكوس للظهور في الإمارات والخليج العربي”.

وأَطَلَّتْ مقدمة البرنامج الإعلامية هدى الخريف وهي تردد أبيات شعرية جاء فيها:

“شكراً يا أبو خالد لعلّك سالم يا وافيٍ كسب الوفا لك عادة

رغم الظروف اللي تحيط العالم أمرت بالمنكوس في ميعاده”

 

“أبوظبي” قد التحدي

وقد عرض البرنامج تقريرا بعنوان “أبوظبي قد التحدي”، أشار فيه إلى استمرار شمس الثقافة (أبوظبي) بنثر ضياءها لكل العالم بالفن والأصالة والموروث، ومد جسور التواصل وتعزيز الوعي والمعرفة والأهداف الحضارية الرائدة.

وأوضح التقرير أن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي أطلقت “برنامج المنكوس”، انطلاقا من رؤية قيادتنا الحكيمة لإحياء الموروث ‏وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية، وترسيخاً لمفهوم مقولة باني الدار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” ‏ «من ليس له ماضٍ، ليس له حاضر ولا مستقبل»، وقد حقق البرنامج في الموسم الأول نجاحاً كبيراً، توزَّعت تفاصيله بين المواهب الشابة والأصوات العذبة والقصائد، من خلال أمسيات أخذتنا إلى ذكريات الماضي التي توارثها أجيالنا، ورسمت لوحة مختلفة الألوان، حيث جمالية الصوت وطول النفس وإتقان اللحن، إلى جانب تعزيز الوعي لإعادة إحياء الموروث المعنوي وغرسه في دروب أجيالنا.

‏وأشار إلى أن أبوظبي زرعت الأمل في كل الدروب، معلنة الموسم الثاني من برنامج المنكوس رغم كل التحديات التي فرضتها جائحة كورونا على العالم، وقد استطاع البرنامج الوصول إلى بلدان المشتركين واحتضن أصواتهم ليقدمها في منصة التقييم عبر وسائل التواصل الافتراضية، ليستمر البرنامج في البحث عن فارس المنكوس، ولتلتقي مجدداً أجمل الأصوات والمعاني والقوافي على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي.

أعضاء لجنة التحكيم

تضم لجنة تحكيم برنامج المنكوس كلاً من الشاعر الإماراتي محمد مشيط المري، أحد أعمدة فن المحاورة في الخليج، ومن الكويت الناقد الأكاديمي الدكتور حمود الجلوي عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية في كلية التربية الأساسية، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي (الذي سجل حضوره بتقنية الاتصال المباشر من المملكة العربية السعودية).

وقد تقدم أعضاء لجنة التحكيم بالشكر إلى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ودورها المميز في الحد من انتشار كورونا، كما تقدموا بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد العلى للقوات المسلحة، ودعمه اللامحدود لبرامج ومشاريع صون التراث.

آلية التنافس في البرنامج

يتنافس خلال البرنامج 18 متسابقا من خلال خمس مراحل رئيسية، حيث تتضمن المرحلة الأولى 3 أمسيات تنقسم درجاتها إلى 50 درجة للجنة التحكيم و 50 درجة لتصويت المشاهدين عبر موقع البرنامج (www.almankous.ae) أو التطبيق الخاص به، وفي كل أمسية يتنافس 6 متسابقين يتأهل منهم اثنان بقرار لجنة التحكيم واثنان بالتصويت، ويكون مجموع المتأهلين للمرحلة الثانية 12 متسابقاً، سيتنافسون بدورهم من خلال أمسيتين تنقسم درجاتها إلى 50 درجة للجنة التحكيم و 50 درجة للتصويت، ويتأهل في كل حلقة اثنان بقرار لجنة التحكيم واثنان بالتصويت.

وفي المرحلة الثالثة (ربع النهائية) يشارك 8 متسابقين في أمسية واحدة ويتأهل منهم 6 متسابقين (2 بقرار لجنة التحكيم و4 بالتصويت) والدرجتان 50 للجنة التحكيم و50 للتصويت، أما في المرحلة الرابعة (نصف النهائية) يتنافس 6 متسابقين في أمسية وتقيم لجنة التحكيم أداء المتسابقين من خلال 60 درجة تنقسم إلى 30 درجة خلال الحلقة و30 درجة خلال الحلقة النهائية وبدون خروج أي متسابق ويقوم المشاهدون بالتصويت لنجمهم المفضل، وفي المرحلة الخامسة (النهائية) يتنافس المتسابقون الـ 6 ويتم في نهاية الحلقة جمع درجات لجنة التحكيم من 60 درجة مع تصويت المشاهدين من 40 درجة، وبناءً على المجموع يتم ترتيب المتسابقين من السادس إلى الأول.

ويحصل الفائز بالمركز الأول على 500 ألف درهم إماراتي، بينما يحصل الفائز بالمركز الثاني على 300 ألف درهم، والثالث على 200 ألف درهم، والرابع على 150 ألف درهم، والخامس على 100 ألف درهم والسادس على 50 ألف درهم.

التنافس خلال الحلقة

تتمثل آلية التنافس في البرنامج خلال الحلقة من خلال مرورين أمام الشاشة، وفي المرور الأول يكون المتسابق ملزماً باللحن الذي تختاره اللجنة، فيما يختار المتسابق 4 أبيات شعرية من اختياره لتأدية اللحن أمام اللجنة ويتم تقيميه في هذا المرور وفق معايير دقيقة تأخذ بعين الاعتبار جمالية الصوت وقوته وطريقــــة الأداء وإتقان اللحن وطول النفس.

ويُعْطَى المتسابق في المرور الثاني حرية اختيار لحن وبيتين، وذلك بهدف تقديم المتسابق نفسه للمشاهدين، ولا يتم تقييم المتسابق في هذا المرور.

نجوم الأمسية الأولى

شهدت الحلقة مشاركة 6 متسابقين من 4 دول عربية، وهم: سعود سالم آل طينان من الكويت، خلف بخيت آل حفيظ من الإمارات، علي أحمد العقيلي من اليمن، صالح حسين الهمامي من السعودية، خليفة بن عمر المنصوري من الإمارات، محمد آل عامر من الكويت.

واعتلى أول نجوم الأمسية “سعود سالم آل طينان من الكويت”، منصة مسرح شاطئ الراحة، حيث أدى الأبيات التالية:

أنا البارحة ونـيـت يــوم الـدلـوه يـنـود واغطرف بصوتٍ يسهـر اللـي توعابـه

واساهر نجوم الليل لـو كـان مالـي فـود هـنــيّ الـــذي يــرقــد بــنــومٍ تـهـنـابـه

ويـاونـتـي ونّـــة مـحـيـمٍ عـــدوه ورود ويـاونـتـي ونّـــة مـحـيـمٍ عـــدوه ورود

تـرزّم الـى مـنـه اظـهـر الـدلـو جـذابـه تقـفـوّه مــن ديــرة الاجـانـيـب كـسّـابـه

وحظي أداءه بإطراء لجنة التحكيم التي وصفته بالمتناسق، وأنه قدم أداء متميزاً، فيما قدمت اللجنة ملاحظة في انخفاض المد في أحد الأبيات، متمنين أن يقدم الأفضل في المرة القادمة.

وكان النجم الثاني خلف بخيت آل حفيظ من الإمارات، والذي قدم الأبيات التالية:

انا لا بغيت اسج من طلعت المرقاب تعرضلي المقرود حظي وتنكيده

تداوج همومي فالصدر دوجة الركاب على موترٍ والعيد باكر مواعيده

على واحدٍ في ضامري عاد عمري شاب ولا زال معلوق الضماير مواريده

نزح وانتزح مني ودبر مع الاجناب يبي موتري دونه ثمانين تبريده

ووصفته اللجنة بالمميز والمليء بالإحساس، لكن جزيئية اللحن كان تحتاج لأداء أقوى حيث أنه خرج من اللحن وقد شابه نوع من الارتباك.

أما النجم الثالث “علي أحمد العقيلي” من اليمن، فقد قدم أداءه مردداً الأبيات التالية:

وما قال خو سالم بدا عالي ما بان وشرفت انا واقليت عالي مراقيبه

وشفت الحوق منه وشفت اسفل العلمان وحتى لهود الجو بانت مصاليبه

ويا الجو لا بلك ولسقاك من لمزان وجعل الحيا ما جاك قودة تشابيبه

وبرقت بي من صاحبي يا ورق ريحان وصاب الله الفرقا عوت منها الذيبه

وأشارت اللجنة إلى تميز المتسابق بطول النفس وقوة الصوت وجماله، فيما كان أداء اللحن متراجعاً، ولم يقم بتأديته وفق المطلوب.

وقدم نجم الأمسية الرابع “صالح حسين الهمامي من السعودية” أداءه من خلال الأبيات التالية:

إلى حل ليل الوجد يا الله بستر الحال من الدمعة الزرقاء ومن غصة العبرة

يقولون عيب الدمع ينزل من الرجال وانا قول ذا القانون ما شبري بشبره

ترى ضحكتي يا ناشد سعرها بريال ولا يدري الصابر وش إلي ورا صبره

معلق برب البيت فيني بقايا آمال ولا هوب يبطئ السيل يكون من كبره

وقد أكدت اللجنة أن أداءه اكتمل من حيث جمال الصوت وقوته وإتقان اللحن وطريق الأداء وطول النفس، ولكن أداءه للحن كان فيه ارتباك، ويحتاج لضبط بشكل أكبر.

خامس نجوم الليلة كان “خليفة بن عمر المنصوري من الإمارات”، وردد الأبيات التالية:

يا جماعة خير ما عاد عينا الونيس عزتي للي يدور ونيس مالقاه

البلا من الناس والا من الوقت العكيس بين حين وحين ما عاد للدنيا طراه

من قلب من التوحد معاليقه يبيس من يلوم القلب في حاجة كانت غذاه

ومل كبد جور الأيام حامسها حميس حمسة البن اليماني على جمر الغضا

مدحت اللجنة اختياره الموفق للأبيات، وصوته الجميل وتأديته للّحن بشكل سليم، ولكن هناك قصر بسيط في النفس وبحاجة لتقويته أكثر.

آخر نجوم الأمسية “محمد آل عامر من الكويت”، قدم الأبيات التالية:

أنا البارحة ليلي قضيته على المشراف أشرف على راس الطويله واحاكيها

زبنت الجبل يوم الجبل ما يشيل خفاف أربه يشيل همووم ماني بقاويها

همومي ودمعي والحزن والزمان أحلاف تفتق جروحي كل ليلة وترميها

وتجدد طعون ن مبطـيه عامهــا قد طــاف وانا من طعـون العام ماني بناسيها

وقد أطرب أداءه لجنة التحكيم، وحاز على قبول اللجنة من حيث جمال الصوت وقوته وإتقان اللحن وطريقة الأداء وطول النفس.

“محمد آل عامر” و “سعود آل طينان” أول المتأهلين للمرحلة القادمة

أعلنت لجنة تحكيم برنامج المنكوس عن تأهل محمد آل عامر بـ 48 درجة، وسعود بن سالم آل طينان بـ 47 درجة، أما بقية المتسابقين وهم (صالح حسين الهمامي، خليفة بن عمر المنصوري، خلف بخيت آل حفيظ، علي أحمد العقيلي)، فينتظرون دعم وتصويت المشاهدين لهم على مدار أسبوع، لتأهل اثنان منهم للمحطة القادمة من المسابقة من خلال التصويت عبر موقع برنامج المنكوس (www.almankous.ae) أو التطبيق الخاص به.

ويتجدد الموعد يوم الثلاثاء القادم في تمام الساعة العاشرة مساءً على قناة بينونة وقناة الإمارات، وذلك ضمن أمسية ورحلة جديدة من أمسيات المنكوس في الموسم الثاني ومع ستة نجوم جدد.

سيرة المنكوس

استضافت فقرة سيرة المنكوس في البرنامج، ضمن حلقة مسجلة، الراوي “حارب بن سالم المنهالي”، الذي قدم أبياتاً جميلة أداها على لحن المنكوس، وروى قصصاً من الماضي تنقل للمشاهدين حكايات توارثتها الأجيال المتعاقبة، مرتبطة بإرث الآباء والأجداد.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى