قلم الفحم يشق طريق طفلة أردنية نحو احتراف الفن التشكيلي… صور

تعلقت بالرسم منذ طفولتها، بدأت أولى تجاربها في صفها المدرسي الأول بخربشات غير مفهومة، حاولت من خلالها التعبير عما يجول بخاطرها، ويوما بعد يوم، تمكنت من الرسم التشكيلي باحترافية.

 

بتول العمري (16 عاما) تصف نفسها بأنها أصغر فنانة تشكيلية أردنية، بدأت بتعلم فنون الرسم في طفولتها المبكرة، وفي عامها 13 بدأت بإنتاج أولى رسوماتها التشكيلية بأقلام من الرصاص والفحم الأسود، عبرت فيها عن أفكارها الذاتية.

 

وحصلت بتول على المركز الأول في مسابقة للرسم، نظمتها وزارة التربية والتعليم الأردنية بداية العام الماضي 2020 على مستوى مدارس المملكة، مسجلة مرتبة التميّز.

 

تقول بتول للجزيرة نت “بدأت بتعلم فنون الرسم في الصف الأول بعمر 6 أعوام، كانت البداية بعدما لاحظت عائلتي اهتمامي بالرسم، ودقة إمساكي بالأقلام، والتنسيق الجميل للألوان في الرسومات”.

 

شكل ذلك دافعا لتعلم فنون الرسم -تضيف بتول- فبدأت بمساعدة ومتابعة حثيثة من والديّ بزيارة مواقع تعليم الرسم، ومشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية على موقع يوتيوب وغير ذلك؛ لأتمكن من اكتساب المزيد من مهارات وفنون الرسم.

 

لم يأخذ الرسم كل وقت بتول، فهناك جزء مخصص للدراسة ومراجعة الواجبات المدرسية، وجزء مخصص لقراءة القرآن وحفظه وممارسة العبادات، وتحفظ بتول 15 جزءا من القرآن، وبقية الوقت للإبداع والابتكار بالرسم وتعلم الجديد.

 

تمارس بتول الرسم بشكل يومي، بعض الرسومات تحتاج 120 ساعة عمل على مدى أيام، وبعضها أكثر من شهر، وما يميز رسوماتها اهتمامها الكبير بالتفاصيل الدقيقة، حتى يظن الناظر للرسمة أنها تتحدث معه.

 

وتحاكي رسومات بتول قصص الإنسان التي يعيشها يوميا، أحلامه وآماله الساعي لتحقيقها، مشاكله العائلية والمجتمعية، عقده النفسية، اختلافاته بين الأحلام والحقائق، وكل ناظر للرسومات يفسرها بتحليله الخاص.

 

كما أنها تعبر في رسوماتها عن أفكارها وروحها ومشاعرها المختلفة، الفرح والحزن، الغضب والرضى، المحبة والكراهية، من خلال الرسم بقلم الفحم أو الرصاص الأسود على الورق الأبيض، أو النقش بالقلم الأبيض على الصفحة السوداء، حتى تجعلها تنطق بمكنوناتها الدفينة.

 

يظن الناظر للرسومات بأنها خطوط ودوائر أقلام جافة بدون روح؛ لكنها في حقيقة الواقع تنبض بالحياة، تعبر عن مشاعر وأحاسيس الذي يقرؤها، وفق فهمه وتحليله الخاص، وبأكثر من فكرة ومعنى.

 

ومع بداية العام الجديد 2021 بدأت بتول بتجربة جديدة في الرسم، إذ باتت تتجه نحو الرسم بالألوان، فالزائر لمشغلها الفني في غرفتها الخاصة، وأمام مرسمها يرى علب الألوان الزاهية المختلفة موزعة في أرجاء المكان، بانتظار ريشة الفنانة.

 

العام الماضي 2020 شهد مزيدا من الإنتاج الفني لبتول، وذلك نتيجة انتشار جائحة كورونا والحجر المنزلي بدون مغادرة، ووجود وقت فراغ طويل، أثر فيروس كورونا على رسوماتها، وباتت تعبّر عما يمر به الإنسان من مشاكل نفسية وعائلية ومجتمعية التي أضافتها الجائحة لحياته.

 

 

والدة بتول أم يامن العمري سهرت مع ابنتها الليالي الطوال في سبيل تعليمها وتدريبها وتطوير مهاراتها في الرسم، -تقول للجزيرة نت- كنت أرافق بتول بالساعات في تدريبها على فنون الرسم، متنقلة بين صفحات الإنترنت ومقاطع الفيديو وغيرها.

 

وحتى لا تمل وتترك موهبتها، كنت أرتب لها برنامجا يوميا خاصا محددا بأوقات معينة، توازن فيه بين دراستها وحفظها للقرآن وتعلم الرسم، ولما تمكنت من الرسم وبدأت بالإبداع باتت تعتمد على نفسها بكل شيء.

 

أما والدها المعلم يحيى العمري، فيحرص على ملء أوقات فراغ أبنائه بما هو مفيد، خاصة مع جائحة كورونا والتزام أبنائه الأربعة في البيت، حيث إن أوقات الفراغ لدى الأطفال إذا لم يحرص الأهل على إشغالها بما هو مفيد، فسيقضيها الأطفال على الألعاب الإلكترونية وبما لا فائدة منه، يقول العمري.

 

تقرير أيمن فضيلات

منقول من موقع الجزيرة

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى