يسرى ابوعنيز تكتب: هل نحن بحاجة لعيد الحب؟

يسرى ابوعنيز- هل نحن بحاجة لعيد الحب ،والذي يصادف اليوم الرابع عشر من شهر شباط ؟وهذا اليوم ،او العيد يحتفل فيه العشاق بحبهم كما هو متعارف،ولكن نحن هل نحتاج له او بمعنى آخر هل من الضرورة أن نحتفل به،أو ان نعترف به؟.

قد يرى بعضنا أن هذا اليوم ،أو هذا العيد ،كما يطلق عليه الكثير من الاشخاص ،يرون أنه دخيل على مجتمعاتنا العربية، والإسلامية،لكوننا في مجتمعات قائمة على المحبة بين أفرادها ،كما هي الألفة ،والتعاون،والتسامح،غير أن هذه الأمور أصبحت لدى الكثيرين مفقودة،لفتور العلاقات بين الأشخاص.

فنحن بحاجة لعيد حب ليس للعشاق فحسب،بل نحن بحاجة له بين أفراد المجتمع بأكمله ،وليس في الأردن فقط بل فب جميع دول العالم ،وذلك لفتور العلاقات بين البشر،حتى أن الشخص في هذه المجتمعات، قد يُقدم على ارتكاب جريمة بشعه بحق شخص آخر دون أي إحساس بالذنب،ودون ان يرف له جفن.

نعم نحن بحاجة لعيد للحب،ليس لتقديم الورود،والهدايا للأحباب فحسب،بل ليعم الحب ،والخير،والسلام في كافة ارجاء المعمورة،ويوقف نزيف الدم ضد الابرياء في مختلف دول العالم،ولنساعد بعضنا البعض ،ونمسح دموع من تسببت الحروب بتشريدهم،وجعلهم دون أهل ،ولا مأوى.

نعم نحن بحاجة لعيد حب،نكون فيه يدا واحده تجاه الظلم ،والجشع الذي تعاني منه البشرية ،وبحاجة لحب الفقراء قبل الاعتداء والضعفاء قبل الأقوياء ،نحن بحاجة لحب نحنو فيه على الصغير ،ونساعد الكبير ،نعطي المحتاج،ونساعد المحروم،ننصر المظلوم ،ونعاقب الظالم،نقف مع اليتيم ،ونخبره أن الدنيا لا زالت بخير.

نعم نحن بحاجة لعيد للحب،حتى يقف الإبن عن قتل أمه دون أن يتذكر انها من أنجبته،وسهرت على تربيته،ودون ان يحن قلبه عليها،ويتذكر أنها الحبيبة الأولى،وحتى يتوقف الأخ عن قتل اخته بلا سبب و من ثم يضع حججا واهيه ليحمي نفسه،بحاجة لحب يمنع الأب عن قتل الزوجة،أو الأبناء،وكذلك العكس،حتى لا يقتل الأبناء الأب،او يقتلون بعضهم ،بعد ان غابت المشاعر،وروابط الأخوة ،والقرابة ،والديانة، والجنسية،بصراحة نحن بحاجة الى عيد للحب في كل يوم بعد ان وصلنا إلى هذه المرحلة،في العلاقات التي باتت تربطها المصالح الشخصية ،وليست العلاقات الأسرية.

نعم نحن بحاجة لعيد للحب،نحب فيه اوطاننا،وأهلنا،وعشيرتنا،عيد نحب فيه الأم ،والأب،نحب فيه كل شيء جميل ،وكل عمل جميل قد يجلب معه الخير للناس،نحن بحاجة لعيد لعيد للحب نحب فيه أنفسنا ،وتمنى الخير لمن نحب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى