خيول البترا السياحية مهددة بالموت… تفاصيل

يهدد الموت بسبب الجوع وغياب الرعاية الصحية نحو 353 رأسا من الخيول العاملة في القطاع السياحي في مدينة البترا، بعد انقطاع دخل الأسر التي تمتلكها والتي كانت تعتاش على عملها في نقل السياح، نتيجة توقف حركة السياحة في اللواء إثر تداعيات جائحة كورونا، سيما مع وفاة 35 رأس خيل منها خلال الفترة الاخيرة.

ويؤكد أصحاب خيول عاملة في القطاع السياحي في البترا أنهم لم يعودوا قادرين على إعالة أسرهم والاعتناء بالخيول التي تأثرت جميعها وأصبحت تعاني ” الهزال والمرض”، بسبب قلة تقديم الغذاء لها ونقص اللقاحات والأدوية والفحوص الطبية الضرورية.

ويواجه المشتغلون في هذا القطاع كباقي مقدمي الخدمات السياحية في اللواء منذ بداية العام الماضي تقريبا اوضاعا معيشية صعبة، بعد أن فقدوا مصدر دخلهم الوحيد بفعل الازمة، حيث تراكمت الديون وأقساط القروض البنكية على الكثير منهم.

وقالوا ان بعضهم لجأ الى تقليص حصص الخيول الغذائية منذ نحو عام، بعد ان كانت وجباتها الغذائية تتضمن كميات كبيرة من الاعلاف المركزة، ما أوقعها ضحية الجوع وغياب الرعاية الصحية، الامر الذي اثر على قوة الحصان وعزمه.

واشاروا الى ان نفوق عدد من الخيول مؤخرا يعود الى الجوع الشديد الذي عانته لأشهر، بعد أن ظهرت على غالبيتها أعراض “الهزال والضعف”، مشيرين إلى أنه ليس بمقدورهم إطعام تلك الخيول أو تقديم أدنى مستويات الرعاية الصحية والعلاجية الأولية لها، لعدم توفر السيولة النقدية لهم.

وقالوا إن مهنة الجولات على متن عربات تجرها الخيول، والتي تجذب آلاف السياح إلى البترا سنويا، مهددة بالانقراض جراء تكرار حوادث النفوق بين هذه الخيول.

ويطالب عاملون في القطاع بتدخل حكومي سريع يخفف عنهم اعباء الازمة، من خلال منحهم قروضا ميسرة وتأجيل الاقساط البنكية، ودعمهم بالأعلاف الكافية للخيول وتقديم العلاجات اللازمة لها، لكي يتمكنوا من رعاية ما تبقى منها والحفاظ على صحتها، الى جانب شمول عدد من الأسر التي توقف دخلها من الخيول بالمساعدات الشهرية من صندوق المعونة الوطنية، والتي غالبيتها من الايتام والأرامل والمحتاجين.

ويطالب أحد أصحاب الخيول أحمد الحمادين، بشمولهم بحزم المساعدات الحكومية وصندوق همة وطن وصندوق المخاطر السياحية، إلى جانب إلزام البنوك والجهات الاقراضية بتأجيل الأقساط المترتبة عليهم لمرحلة ما بعد الجائحة.

وبين أن معاناة أصحاب الخيول، جزء من معاناة العاملين في مختلف القطاعات السياحية والاقتصادية في البترا، منذ بدء تداعيات كورونا وتوقف حركة السياحة، ما انعكس على الواقع الاقتصادي والقدرات الشرائية لأصحاب الخيول، ما جعل بعضهم ليس بمقدورهم أطعام الخيول، لان إطعامها مكلف للغاية، في وقت هم فيه غير قادرين على شراء الادوية والعلاجات البيطرية لرعاية الخيول لشحها لدى الجهات البيطرية لدى مديريات الزراعة، بسبب توقف مصدر دخلهم ، وكثرة الالتزامات المالية المترتبة عليهم تجاه أسرهم.

وأقر رئيس جمعية خيول البترا محمود الحسنات، أن نحو 353 راحلة مسجلة ومرخصة مهدده بالنفوق، حيث ظهر على بعضها منها اعراض ” الهزال والضعف”، بعد أن نفق نحو 35 رأسا من الخيل مؤخرا، بسبب قلة التغذية والرعاية الصحية، ما جعل نحو (1700 أسرة) كانت تستفيد من عوائد الخيول، بلا مصدر دخل، متآثرة بتوقف الحركة السياحية بفعل جائحة كورونا.

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى