الحياري تكتب: مصالح جيواستراتيجية .. ومجتمعات آمنة

كتبت الدكتورة روان سليمان الحياري

يلحظ مؤخراً من يتدارس الشأن المحلي والعالمي حالة ديناميكية جديدة من النشاط الدبلوماسي والسياسي على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي تأتي هذه الحالة كاستجابة حتمية لضرورة إعادة النظر في المصالح الجيواستراتيجية والجيوسياسية والعمل بمساعٍ حقيقية لضمان تحقيق السلم العالمي و أمن المجتمعات وصناعة الغد الذي تتفق عليه إرادة الشعوب كافة حول العالم -غد يسوده التعايش و الازدهار والسلام وتحكمه سيادة القانون ويسوده تكافؤ الفرص المبنية على الكفاءة و العطاء و النزاهة و يكفل صون الحريات العامة.

بعد مضي أكثر من عام على الحرب الروسية الاوكرانية و تجاذبات العلاقات الدبلوماسية و العسكرية بين ايران و روسيا و تعقيدات الاوضاع في الشرق الاوسط بما فيها العلاقات السياسية بين الاردن واسرائيل وزيادة التوترات في الاراضي المحتلة وظهور المقاومة غير المنظمة وما يرافقه من تقلص للدور الذي تلعبه السلطة الفلسطينية ناهيك عن تنامي النشاط النووي الايراني و التنسيق السياسي و العسكري بين كل من ايران و روسيا.

ليجد المجتمع الدولي نفسه أمام استحقاق الضغط نحو التهدئة واعادة التشبيك الاستراتيجي على المستوى السياسي والامني و العسكري والمعلوماتي ما بين دول الشرق الاوسط بما فيها الاردن ومصر واسرائيل ودول الخليج ( الامارات و السعودية).

لتأتي سلسلة من الزيارات والجولات الامريكية في المنطقة كانت اخرها زيارة وزير الدفاع الامريكي “اوستن” لعمان لتعيد ترتيب المشهد بما يخص اولويات الامريكي في الشرق الاوسط وبما يشمل مصالحه الجيواستراتيجية تشمل الانظمة الحربية والنووية والتنسيق المعلوماتي والامني الاستراتيجي و التي كانت قد تغيرت ابان عهد اوباما.

فمع غياب وجود مشروع استراتيجي عربي حقيقي في المنطقة و تنامي نفوذ مشاريع استراتيجية حقيقية اخرى تشمل ايران واسرائيل وتركيا يتحقق فيها صراع نفوذ واضح يرتبط بامتلاك مشروع نووي يشكل التهديد الحقيقي لبعض الدول و ليس صراع وجود.

تستحضرني مقولة لجان جاك روسو حول مفهوم العقد الاجتماعي و الحرية “الحرية هي أن أنصاع لقوانين أنا قد صنعتها” بالمقابل فلدى النظر لحال المجتمعات و الشعوب نرى أن حالة الامبالاة من أصحاب الفكر المعتدل المستنير الذين يقع على عاتقهم التصدي لتصعيد التطرف والاساءة بناء على الاختلاف لن تخدم المشهد

فتلك التحديات العالمية تستدعي إيجاد لغة حوار مشترك – وما أمسّ حاجتنا كشعوب الى ما هو أشبه بما تقوم به الانترنت في هذا العالم- حلقة وصل توحد انسانيتنا بخطاب مشترك يحترم المعتقدات و الاديان يحول دون تحول الصراعات الى عقائدية , يكرس الاحترام و التعايش و يرفض تهديد الهويات, فالتطرف آفة، كذلك يجب التنبه الى أن لا يكون تنامي النفوذ العسكري على حساب المنعة المجتمعية تلك أمور قد تنبه لها جلالة الملك مبكراً ، فعمق تلك الارادة السياسية بالمضي قدما في منظومة التحديث السياسي والاقتصادي والاداري أبعد بكثير من اضفاء صفة الحداثة او المدنية على أداء السلطات الثلاث..
حفظ الله الاردن الغالي وقيادته الحكيمة وشعبه الاصيل

عمان_ متابعات _بسام العريان


اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى