وزير الخارجية: أي طرح بإمكانية تجاوز القضية الفلسطينية لا يمكن أن يتحقق

قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الأربعاء، إن ” أي طرح بإمكانية تجاوز القضية الفلسطينية والوصول إلى السلام هو طرح غير منطقي وغير حقيقي ولا يمكن أن يتحقق”.

 

وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره البرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا في لشبونة إن “التصعيد الأخير الذي شهدناه أكد مركزية القضية الفلسطينية واستحالة تحقيق السلام العادل والشامل من دون حل هذه القضية على أساس حل الدولتين الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.

 

وتحدث عن إرسال رسالة واضحة بشأن وجوب حماية فرص تحقيق السلام التي تتطلب موقفا واضحا في رفض الإجراءات الأحادية التي تقوضه وتهدد بإعادة التصعيد مرة أخرى مثل الاستيطان غير الشرعي وغير القانوني، والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك التي ستؤدي إلى إشعال التصعيد مرة أخرى، وترحيل مواطني حي الشيخ جراح وحي سلوان من بيوتهم، ما “سيشكل جريمة حرب علينا كلنا في المجتمع الدولي مسؤولية منع حدوثها لأنها خرق للقانون الدولي وخرق للإنسانية وطريق مؤكد نحو التصعيد”.

 

وذكر أن ما يُجرى في الشرق الأوسط سينعكس على أوروبا وما يُجرى في أوروبا ينعكس علينا، وتحقيق السلام العادل والشامل مصلحة مشتركة وضرورة لأمننا واستقرارنا.

 

وأشار إلى محادثات صريحة وواضحة أكدت حرص البلدين على تطوير التعاون في مجالات مختلفة بينها مواجهة أزمة كورونا وتبعاتها.

 

“علاقتنا متميزة وقوية وآفاق تقويتها موجودة ونتطلع إلى خطوات عملية لذلك”، وفق الصفدي الذي ذكر أن اللقاء مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرصة مهمة للتشاور بين شركاء يؤمنون بحتمية تحقيق السلام العادل كونها مصلحة مشتركة وضرورة للجميع.

 

ويشارك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، الخميس، في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لشبونة.

 

ويبحث الاجتماع تعزيز الأمن والاستقرار في العالم وفي مقدمتها التطورات في منطقة الشرق الأوسط والجهود المستهدفة إيجاد أفق سياسي لعملية السلام والحفاظ على وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار في غزة.

 

وأوضح أن لقاء اليوم (الخميس) “كان فرصة للتشاور مع الشركاء الأوروبيين بشأن آفاق استعادة مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام العادل والشامل وفرصة حول التعاون في عملية إعادة إعمار غزة وإيجاد أفق سياسي تحتاجه المنطقة من أجل التقدم للأمام ومحاصرة اليأس الذي لن يخدم إلا الأجندات المتطرفة وإعادة صناعة الأمل الذي هو ضرورة من أجل المضي باتجاه السلام العادل”.

 

وجدد التأكيد على أهمية الدور الأوروبي في المنطقة، مضيفاً “لأوروبا تاريخيا دور أساسي ورئيسي في جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ونريد لهذا الدور أن يستمر لذلك نؤكد على أهمية وجود موقف أوروبي واضح وفاعل في جهود تحقيق السلام”، مؤكدا “ضرورة استمرار الدور الأوروبي وضمان موقف أوروبي موحد باتجاه متطلبات السلام في الشرق الأوسط”.

 

وأشاد الصفدي بموقف البرتغال في إسناد حل الدولتين.

 

وفي رد على سؤال، قال الصفدي إن “إدارة الرئيس الأميركي أعلنت عن مجموعة من المواقف والقرارات التي تشكل مواقف إيجابية جداً، مثل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس الشرقية، والتمسك بحل الدولتين، وإعادة الدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية، ولوكالة أونروا التي يجب أن يستمر المجتمع الدولي في دعمها في ضوء الدور الرئيس التي تقوم به في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين”، مشيداً بهذا الصدد بالدور الذي قامت به أونروا مؤخراً في غزة خلال التصعيد الأخير.

 

وزاد الصفدي “الموقف الأميركي واضح بضرورة وقف الاستيطان والإجراءات الأحادية التي تقوض فرص تحقيق السلام الشامل والدائم، والتي يمكن أن تعيد إطلاق شرارة التصعيد الذي رأيناه خلال المرحلة الأخيرة”.

 

وأضاف “الموقف الأميركي واضح من ناحية رفض ترحيل المواطنين الفلسطينيين في القدس، ومتمسك بالوضع التاريخي القائم في المقدسات في القدس”، مشيراً إلى أن هذه “مواقف إيجابية نعتقد بضرورة التفاعل معها ايجاباً”.

 

وأكد الصفدي أن “جلالة الملك عبدالله الثاني الوصيّ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس طالما حذر من أن عدم احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم هو انتهاك، وحرمة المقدسات هي خط أحمر ولعب بالنار يهدد بتفجر العنف في المنطقة برمتها، باعتبار أن هذه الانتهاكات تمثل استفزازا لنحو ملياري مسلم وملايين المسيحيين في المنطقة وخارجها ايضاً”.

 

بدوره شكر وزير خارجية البرتغال الصفدي على المشاركة في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول الوضع في الشرق الأوسط وآفاق عملية السلام.

 

وأشاد سيلفا بمستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البرتغال والأردن، مشيراً إلى أن البلدين لديهم قواسم مشتركة كثيرة كالانفتاح والوسطية والاعتدال في العلاقات الدولية. وأضاف أن سياسة البلدين الخارجية هي سياسة متوازنة تدعو للاستقرار وللسلام وللأمن الدولي.

 

وأكد وزير الخارجية البرتغالي أن بلاده تتطلع لعقد مشاورات سياسية مع الأردن خلال النصف الثاني من العام الحالي، لمناقشة سبل تطوير التعاون الاقتصادي والسياحي والتعليمي والثقافي.

 

المملكة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى