رجاء: فتاة غزية تزف عريسها للجنان

إيمان المصري- سجود قاعود

 

هي أيام فقط على اليوم الموعود وبكل تأكيد البطاقات طبعت والأسماء سجلت والقاعة حجزت لكن بدلة الزفاف لم تكتمل وهكذا يعيش الشعب الفلسطيني تسبق الشهادة فرحة العمر لم يكتب للشهيد أن يكون عريساً في الدنيا هو الأن عريس في الجنة بإذن الله.

 

 

رجاء خطيبة الشهيد أحمد المصري، القاطنة في مدينة بينت حانون شمال قطاع غزة، كادت ان تزف عروس لعريسها ثاني ايام عيد الفطر السعيد، لكن من منا أمن غدر طائرات الاحتلال الاسرائيلي التي استهدفت احمد و٦ من ابناء عمومته في اليوم ٢٨ من شهر رمضان المبارك، ارتقى احمد على أثرها شهيد يزف في الجنان.

وتقول رجاء الطالبة الجامعية أن خطيبها الشهيد كان يسرق اللحظات ليقضيها معها، وينتظرها على باب الجامعة بعد انتهاء محاضراتها مستقبلها بابتسامته ليغتنم كل لحظة معها.

وكان أحمد يجهز نفسه لإتمام مراسم الزفاف وتحهيز ما يلزم ليكن زفافه لا مثيل له، ويخاطب حماته كلما زارها عقب كل صلاة تراويح،” بدنا نتزوج على العيد”، لكن الاحتلال منعه من إكمال فرحته ليلحق بوالدته الشهيدة والتي استشهدت في العدوان الإسرائيلي على غزة عام ٢٠٠٨م.

سماع الخبر كالسيف القاتل

تقول رجاء:” كان خبر استشهاد احمد كالصاعقة، لقد بقي يومين فقط على زواجنا، بعد تأجيل الفرح لمرتين بسبب الظروف المالية، انتظار دام ستة شهور، نرسم خلالها معالم مستقبلنا كزوجين سعيدين ببناء بيت يعمر بالحب، لكن مشيئة الله فوق كل شيء والحمدلله”.

 

وتكمل” كان أحمد يقوم يبلغ ١٨ عاما يجلب رزقه بعرق جبينه، ولقد تشجعت للعمل من اجل ان نساند بعضا بعضاً ولا نميل لأحد، نستند ببعضنا مدى الحياة، لقد انتكست ولم أبت قادرة على الحلم بأحلام اخرى، أحلم بان يعود احمد، ان استيقظ من هذا الوهم”.

 

وعن شعورها وصفت” أتمنى ان أجد أحمد على قيد الحياة، وأن هذه الحرب هي مجرد كابوس، لقد كنت اجهز نفسي ليلة استشهاد احمد للخروج واستكمال أخر متطلبات منزلنا، لكن فرحتنا لم تكتمل”.

 

واردفت:” عائلتي كانت فرحة بتجهيزي وزفي كعروس، وسرعان ما بهتت هذه الفرحة على وجهي ووجه عائلتي وعائلته، لقد كانت لحظات صعبة، مستقبلي الذي رسمته معه أصبح مجرد ذكرى، لقد حرص على اكمال تعليمي وادخالي المرحلة الجامعية ونوينا بناء مشروع خاص لتغطية تكاليف المعيشة والرسوم الجامعية”.

 

واختتمت بكلمات عبرت بها عن مدى فرحها بالالتقاء بأحمد، وجدت به كل شيء تحلم به وهو كذلك، لقد كان يتيم الام منذ حرب ٢٠٠٨ ، احتاج الحنان والعطف والاهتمام، كان دائماً يستعجل في موعد الزفاف، لكن من كان يعلم ان زفافه في الجنان.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى