بـ «حبل الغسيل» تم رصد مكان اختباء بن لادن

كشف كتاب جديد سيصدر خلال الفترة المقبلة، الطريقة التي رصدت بها واشنطن مكان اختباء مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي السابق أسامة بن لادن، والذي تم قتله عام 2011، وبحسب الكتاب الجديد والذي نشرت مقتطفات منه بصحيفة «نيويورك بوست» تحت عنوان «صعود وسقوط أسامة بن لادن»، أن القوات الأمريكية تمكنت من الوصول لمكان اختباء بن لادن بواسطة «حبل غسيل».

 

ونشرت الصحيفة مقتطفات من الكتاب الجديد المنتظر صدوره يوم الثلاثاء المقبل، وجاء فيه أنه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، التي شنها تنظيم القاعدة الإرهابي والتي أودت بحياة 2977 شخصا، اختبأ «بن لادن»، في الجبال الأفغانية وفي شمال باكستان هربًا من الولايات المتحدة، ومع حلول عام 2004 شعر بن لادن بأن حدة مراقبته من القوات الأمريكية انخفضت بشكل كبير بسبب انشغالها في العراق، فطلب من حارسه الشخصي ويدعى إبراهيم سعيد أحمد عبدالحميد، شراء بعض الأراضي له، وتوظيف مهندس معماري لبناء حصن كبير في أبوت آباد، يكفي لإيواء أسرته الكبيرة المكونة من 3 زوجات وأبنائه الـ8، وأحفاده الـ4 وبينهم أطفال تراوحت أعمارهم بين عامين وثلاثة أعوام، وفقًا لـ«روسيا اليوم».

 

وبالفعل نفذ «إبراهيم» طلب بن لادن وتم تصميم منزل مكون من ثلاثة طوابق يحتوي على أربع غرف نوم في الطابق الأول وأربع غرف نوم أخرى في الطابق الثاني، ولكل منها حمام خاص بها، واحتوى الطابق العلوي الخاص بـ بن لادن على غرفة نوم وحمام وشرفة.

 

وفي عام 2005 بدأ أفراد أسرة مؤسس «القاعدة» في الانتقال إلى المنزل الجديد، وبدا للسلطات الباكستانية أن إبراهيم يمتلك العقار، وأقامت أسرته داخل أسواره لإبعاد الشكوك، فيما كانوا يقيمون في منزل صغير ملحق بحصن بن لادن الكبير، ونادرًا ما غادرت عائلة بن لادن المنزل باستثناء صغرى زوجاته أمل أحمد الصداح، التي ذهبت مرتين إلى مستشفى محلي لتلد تحت اسم مستعار، وأظهرت أوراق هوية مزورة وتظاهرت بالصمم لتجنب الرد على بعض أسئلة الأطباء.

 

وفي عام 2010 رصد ضابط تابع للمخابرات الباكستانية «إبراهيم»، في مدينة بيشاور المزدحمة، وأخبر وكالة المخابرات المركزية بالأمر، وفي أغسطس عام 2010، قادت سيارة «إبراهيم» وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه» إلى جدران المبنى التي يبلغ ارتفاعها 18 قدمًا وتحيط بها الأسلاك الشائكة.

 

ومما زاد شكوك «سي آي إيه» في وجود بن لادن بالمكان هو ملاحظتها عدم وجود خطوط هاتف أو خدمة إنترنت بالمنزل، واحتواءه على عدد قليل من النوافذ، إلى جانب إحاطة شرفة الطابق العلوي بجدار عال من جميع الجوانب، فضلًا عن أن القمامة الخاصة بالمنزل كانت تحرق في الفناء الخاص به، بدلًا من إلقائها في صندوق النفايات.

 

وجاء الدليل الأقوى الذي مكّن الوكالة الأمريكية من التوصل إلى مكان بن لادن كان «حبل الغسيل» الخاص بالمنزل، فقد احتوى حبل الغسيل على ملابس تخص رجلًا واحدًا بالغا وعددا كبيرًا من النساء و9 أطفال على الأقل، وهي كميات أكثر بكثير مما يمكن أن ترتديه أسرة إبراهيم التي تتكون من 11 فردًا، بل تتناسب مع عدد أفراد أسرة بن لادن.

 

وفي 14 ديسمبر 2010 قدمت وكالة المخابرات المركزية هذه الأدلة للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما الذي كان مقتنعًا بها، وأمر القوات الأمريكية بالبدء في التخطيط لشن غارة على المخبأ، وهو الأمر الذي تم تنفيذه في 1 مايو 2011.

 

ويأتي نشر الكتاب مع اقتراب الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر والتي استهدف بن لادن فيها الولايات المتحدة عام 2011.

 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى