هوامش على فوز ناديه حبش

بقلم: شاكر فريد حسن  

جرت يوم الخميس الماضي انتخابات نقابة المهندسين الفلسطينيين، وشهدت منافسة بين عدة قوائم أبرزها قائمتا “المهندس الفلسطيني” المدعومة من حركة “فتح”، و”العزم المهنية” المدعومة من حركة “حماس” و”الجبهة الشعبية”، وفازت بموقع “نقيب المهندسين”، المهندسة نادية حبش، ابنة القدس وأستاذة الهندسة في جامعة بير زيت، والتي تُعد من الشخصيات البارزة والرائدة في مجال العمارة في فلسطين، ومن مؤسسي دائرة الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بجامعة بير زيت إحدى أعرق الجامعات الفلسطينية، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ إقامة النقابة. 

وجاءت هذه الانتخابات لتعزز الروح الانتخابية والحالة الديمقراطية الغائبة عن الواقع السياسي الفلسطيني، ونجاح هذه التجربة هو بمثابة انطلاقة نحو اجراء الانتخابات على جميع الأصعدة والمستويات. 

وخسارة حركة “فتح” لمنصب نقيب المهندسين له أسبابه المختلفة، ذاتيًا وموضوعيًا، أولها الحالة التنظيمية الداخلية المترهلة، والحالة السياسية للسلطة الفلسطينية، وتعطيلها الحياة الديمقراطية واستبدالها بالقمع والبطش والكبت واعتقال الشعراء والمثقفين والمعارضين السياسيين والنشطاء الوطنيين، ومصادرة حرية الرأي والرأي الآخر. 

وفي الحقيقة أن فوز نادية حبش في الانتخابات هو بمثابة رسالة سياسية هامة إلى قمة الهرم في السلطة الفلسطينية بأن الأحرار والشرفاء من أبناء شعبنا الفلسطيني يقفون ضد القمع والإرهاب الفكري، وإنهم ينتصرون ويكافئون كل من يدافع عن الوطن والحرية والمستقبل والديمقراطية والعدالة، كنادية حبش التي تم قمعها في الخامس من تموز الماضي لأنها طالبت بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في مركز شرطة البالوع. 

إن فوز ناديه حبش له أبعاده وتداعياته على المشهد السياسي الفلسطيني، وقد تكون هذه الانتخابات في نقابة المهندسين مؤشر إيجابي للاستفادة من هذا المناخ على درب ترسيخ وتعزيز الديمقراطية في مختلف المؤسسات النقابية، وإجراء الانتخابات العامة كحق أساس ديمقراطي من حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للمقايضة أو التغييب، علاوة على إطلاق الحريات للإنسان الفلسطيني في شطري الوطن، ووقف كل أشكال الاعتقال والاحتجاز والاستدعاءات، واستمرار منع المظاهرات ومسيرات الاحتجاج والاعتقالات سيؤدي إلى مزيد من الصراع والاقتتال الداخلي، ويشكل منعطفًا خطيرًا للغاية، سيكون له تداعيات سلبية ضارة لشعبنا الفلسطيني وحركته الوطنية ومسيرته التحررية. 

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى