الصحة بغزة : استمرارية في الانجازات رغم تكاثف الأزمات

نشوة زايد  – غزة

حصار مفروض ونقص في المستلزمات لم يكن عائقا في وجه الصحة الفلسطينية في قطاع غزة في المحافظة على تقديمها لخدماتها الطبية المتنوعة للمرضى  داخل القطاع واضعة ضمن رؤيتها تقديم أفضــل خدمة رغم التحديات والصـــعاب.

الكادر الجراحي بمجمع الشفاء الطبي تمكن رغم قلة الإمكانيات من إجراء نحو (6000) عملية خلال النصف الأول من العام السابق 2020، معظمها من العمليات الكبرى بواقع (4704) عملية جراحية.

مدير مستشفى الجراحة بالمجمع د. مروان أبو سعده قال:” إنه وعلى الرغم من أزمة كورونا الحالية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الصحة، إلًا أن إجمالي عدد العمليات بالمجمع لم يتأثر، بل عمدت الكوادر الجراحية إلى إجراء جراحات معقدة ونادرة كانت تجري في السابق بالشراكة مع الوفود الطبية”.

ونوه أبو سعده أنه من بين العمليات المعقدة التي تم إجراؤها داخل مجمع الشفاء الطبي جراحات الأورام، وجراحات القولون بالمناظير، وجراحات البنكرياس، وتنظير القنوات المرارية إلى جانب جراحات الكسور المعقدة، وجراحات عظام الأطفال، وجراحات اليد والأعصاب الطرفية .

كما تم استمرار إجراء العمليات المعقدة بجهود الكادر الطبي المحلي على صعيد جراحات استئصال أورام الكلى المعقدة بالمنظار واستئصال أورام المثانة والبروستات ، وجراحات الرقبة والغضاريف وأورام الرأس، إضافة إلى جراحات الصدر، وجراحات الأطفال، والعديد من الجراحات الأخرى.

ولفت مدير مستشفى الجراحة أن إضفاء مثل هذه العمليات المعقدة جاء بعد جهود كبيرة من العمل المضني، والتدريب المستمر الذي بذلته وزارة الصحة للكوادر الطبية بهدف التخفيف عن المرضى، الأمر الذي أثمر في ظل أزمة التحويلات العلاجية للخارج وعدم قدوم الوفود الطبية بسبب جائحة “كورونا” وتأثيراتها المستمرة والممتدة على العالم.

نقلة نوعية

وأكد أن مجمع الشفاء الطبي يشهد نقلة نوعية وتطور واضح حيث حقق نجاح بنسبة 70% من الإنجازات على طريق ضبط الحالة الأمنية في المجمع.

واستطرد أبو سعده بالقول:” لدينا في مستشفى الشفاء كم هائل من غرف العمليات الجراحية واستطعنا إجراء عمليات كبرى ونوعية بخبرة أطبائنا مع توقف التحويلات الطبية للعلاج في الخارج؛ ونُجرى ما بين 70 إلى 80 عملية جراحية يومياً في أقسام العمليات المتعددة بمجمع الشفاء”.

ونوه أن مجمع الشفاء يشهد إقبال كبير من الحالات على جهاز “السي تي” الوحيد في المستشفى بسبب تعطل مثل هذا الجهاز في المستشفيات الأخرى بالقطاع، مشيراً أن  الحجز لأي حالة لا يتعدى مدة أسبوعين.

وتابع القول:” طالبنا الكثير من الجهات المسؤولة لتزويدنا بأجهزة “السي تي” لتخفيف الأعباء على الجهاز الموجود في مستشفى الشفاء ووعدنا بتوفيرها ولكن دون أي رد إيجابي.

وعلى صعيد قسم الطوارئ والاستقبال قال إنه وبشكل يومي  يناوب في القسم 7 أطباء بدلاً من 3، وهو ما خفف الكثير من المشاكل الطبية مع المواطنين.

 

أما خلال الربع الأول من العام الجاري 2021 :

 

ذكر تقرير إنجازات الربع الأول من العام الحالي 2021 الصادر عن مركز المعلومات الصحية بوزارة الصحة أن وحدة الإجازة والتراخيص عَملت على التعاون الفعال مع المختصين وذوي الخبرة والاهتمام لتطوير الأنظمة والقوانين المعمول بها حيث شاركت في اللجنة الوزارة الخاصة بوضع تصور لتنظيم الإجراءات التجميلية غير الجراحية، إلى جانب المشاركة في لجنة وضع آليات وبروتوكولات علاج الإدمان.

 

وأوضح التقرير أنه تم إصدار (492) مزاولة مهنة دائمة ومؤقتة، وتجديد وترخيص (851) مؤسسة صحية في قطاع غزة.

 

وبين التقرير أن فريق الرقابة التابع لوحدة الإجازة والتراخيص نفذ (912) جولة ميدانية لمستشفيات ومراكز وصيدليات ومستودعات القطاع الصحي والأهلي والخاص وذلك لمتابعة سير العمل الفني والإداري.

 

ولفت التقرير الربع السنوي إلى متابعة الوحدة للمستشفيات ومراكز القطاع الأهلي والخاص ومتابعة جهوزيتها والتزامها بإجراءات مكافحة فيروس كورونا، إلى جانب مصادرة وإتلاف مواد ومحاليل منتهية الصلاحية من مختبرات طبية.

 

                                 الإنجازات الطبية في قطاع غزة تتواصل رغم قلة الإمكانيات:

استعرضت وزارة الصحة في غزة ، الانجازات التي حققتها خلال الـ 15 عامًا الماضية من مشاريع تطويرية وإنشائية وصحية.

وأكدت الوزارة أن ما شهدته المنظومة الصحية في قطاع غزة من سلسلة من المشاريع التطويرية والإنشائية ساهم وبشكل كبير في إحداث تلك النقلة المميزة على صعيد جودة الخدمات المقدمة وبما يتماشى مع خطط وأهداف الوزارة المرحلية والإستراتيجية.

وفي مجال الإنشاءات، استطاعت وزارة الصحة خلال السنوات الماضية من تنفيذ مشاريع إنشائية وتجهيزات طبية ومشاريع تنموية بقيمة 459 مليون دولار موزعة على مشاريع الإنشاءات، والتي بلغت 219 مليون دولار، وكذلك مشاريع الأجهزة الطبية وتُقدر بمبلغ 180 مليون دولار، ومشاريع تنموية أخرى بقيمة 60 مليون دولار.

وأضافت الوزارة أنها عملت على زيادة عدد المستشفيات في قطاع غزة التابعة لوزارة الصحة حيث كانت في العام 2006م بعدد 10 مستشفيات إلى أن وصلت إلى 14 مستشفى في العام 2020م، والعمل على زيادة عدد الأسِرة من 1587 سرير إلى 2616 سرير.

وتحدثت الوزارة عن أهم المشاريع الإنشائية التي قامت بها من مشروع إنشاء المستشفى الإندونيسي، ومبنى الجراحات التخصصي بمجمع الشفاء، ومشاريع محطات التحلية في المستشفيات، ومشاريع الطاقة الشمسية والطاقة البديلة، ومراكز الرعاية الأولية، ووضع حجر الأساس لمستشفى رفح، وإنشاء مستشفى د. عبد العزيز الرنتيسي للأطفال، وتجهيز مبنى الولادة بمستشفى شهداء الأقصى، وإنشاء مستشفى الولادة الجديد بمجمع الشفاء الطبي، ومبنى الياسين بمجمع ناصر الطبي، ومركز نورة الكعبي لغسيل الكلى.

وتطرقت الوزارة إلى أهم مشاريع الأجهزة الطبية من خلال استحداث وإضافة 3 أجهزة قسطرة قلبية، وتوفير 192 جهاز غسيل كلوي، و5 أجهزة مقطعية متعددة المقاطع، وتوفير 20 جهاز الترا ساوند للأوعية الدموية، وعدد 19 جهاز فلور سكوبي رقمي منها 14 جهاز للعمليات 23 جهاز منظار جراحي، وعدد 2 جهاز رنين مغناطيسي، وجهاز تفتيت الحصى، وأجهزة أشعة .xray

وفي مجال التدخلات الفنية في ادارة الأزمات الصحية لا سيما أزمة انقطاع التيار الكهربائي، استطاعت وزارة الصحة في إيجاد حلول بديلة لحل أزمة الكهرباء، ونقص الوقود بتوفير الوقود اللازم بالحد الأدنى لتشغيل المولدات، ومد خطوط كهرباء بالتعاون مع شركة توزيع الكهرباء للمستشفيات الكبرى، وتركيب محطات طاقة شمسية للمرافق الصحية والأقسام الحرجة.

وذكرت أنها عملت على تطوير النظم الصحية (الحوكمة)، والعمل على تطوير النظم الإدارية والتخطيط، والهيكل التنظيمي والتطوير الإداري، والدلائل الإرشادية، وتطوير النظم الصحية، وتشكيل اللجان المتخصصة كلجنة المراضة وصحة الام والطفل والعمليات.

وفي مجال نظام العملياتـ أوضحت الوزارة أن هناك نظام خاص بطوارئ المستشفيات، وإعداد وتطبيق بروتوكولات الولادة الآمنة، وإعداد دليل التطعيمات ، وإعداد بروتوكولات الأدوية والمستهلكات الطبية.

وأشارت الوزارة إلى أن الخدمات الصحية المقدمة من خلال 54 مركز رعاية أولية يتردد عليها سنويا ما يقارب 1.3 مليون شخص، وعدد 14 مستشفى تردد عليها سنويا 1.139.165 شخص لأقسام الطوارئ، و403.801 شخص على العيادات الخارجية، مشيرة إلى أن أسِرة المستشفيات بلغت 1587 سرير في العام 2006م، فيما بلغ العدد حتى نهاية العام الماضي 2.616 سرير، وأنها عملت على زيادة عدد أسرة العناية المركزة من 39 سرير في العام 2006م إلى 150 سرير حتى نهاية العام 2020م.

ولفتت إلى وجود 194 وحدة غسيل كلى بعد أن كان العدد خلال العام 2006م للوحدات 46 فقط، وعدد 134 سرير حضانة حتى نهاية العام 2020م , فيما بلغ العدد في 2006م للأسرة 81، وأنها أجرت 35 ألف عملية قسطرة قلبية، 104 عملية زراعة كلى، 2600 جراحة قلب مفتوح، 6000 عملية مناظير سنويا، إضافة إلى عمليات المخ والأعصاب والأوعية الدموية والعظام وغيرها.

وفي إدارة الأزمات والطوارئ، أكدت الوزارة أن لديها خطة الطوارئ لمواجهة العدوان، ولجنة الطوارئ الصحية وينبثق عنها اللجنة المركزية العليا للطوارئ ومنها إلى لجان فرعية بالمحافظات، لافتة أنها نفذت خطة طبية متكاملة أثناء مسيرات العودة والتي أصيب بها أكثر 36.332 جريح , و320 شهيد، وأن الوزارة عملت على إدارة 5 نقاط طبية في المناطق الحدودية والتي خففت من الضغط على أقسام الطوارئ بنسبة 70 %.

وأضافت الوزارة أنها وضعت خطة صحية طوارئ لمواجهة جائحة كورونا من خلال تشكيل لجان استشارية و تنسيقية  وتنفيذية، وإعداد البروتوكولات والسياسات الهامة، وتجهيز مراكز الحجر الصحي، وتدريب الكوادر، وتجهيز مستشفيات العزل في ظل نقص الأدوية والمستهلكات الطبية حيث تجاوزت نسبة الرصيد الصفري في القوائم الأساسية 35 %، وتم التعامل مع الأزمة الممتدة منذ 2006م وفرض الحصار من خلال تكثيف التواصل مع الجهات الدولية والمؤسسات المانحة للتخفيف من الارتدادات الصعبة للأزمة.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى