في اليوم الدولي للعمل الخيري: التكافل الاجتماعي ضرورة وليس ترفاً

ايمان المومني- يؤدي العمل الخيري دوراً كبيراً في نهضة الكثير من المجتمعات بصفته عملاً خالياً من الربح، ينجزه الأفراد والمؤسسات بأشكال متعددة، ومنها المجهودات التطوعية.
وكان اليوم الدولي للعمل الخيري، قد أقر في 5 أيلول من كل عام بهدف توعية وتحفيز الناس والمنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المشتركة في جميع أنحاء العالم، لمساعدة الآخرين من خلال التطوع والأنشطة الخيرية.
وتعرف الجمعية العامة للأمم المتحدة العمل الخيري، بأنه فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في إيجاد مجتمعات أكثر شمولاً ومرونة، وله القدرة على رفع آثار الأضرار المترتبة على الأزمات الإنسانية، ودعم الخدمات العامة في مجالات الرعاية الطبية والتعليم والإسكان وحماية الأطفال، ويسهم كذلك في تحسين الثقافة والعلوم والرياضة وحماية الموروثات الثقافية، وتعزيزه لحقوق المهمشين والمحرومين ونشر الرسالة الإنسانية في حالات الصراع.
وقال الأربعيني طارق لـ(بترا)، “أنا والد لستة أطفال، متقاعد ولا أستطيع تدبير أموري المالية، في ظل مرض أولادي الذين يعانون من امراض في العيون، وبحاجة لعدسات طبية، ومتابعة دائمة”، مشيراً إلى أن ابنته فقدت النظر بسبب عدم المتابعة في ظل ظروف كورونا، حيث أكد المتخصص في جراحة العيون الدكتور قصي زريقات، اهمية علاج تلك الحالة، من اجل تثبيت الشبكية فيها، منوها الى ارتفاع كلفته، في حالة عائلة طارق.
وبين المفتي في دائرة الافتاء العام الدكتور حسان ابو عرقوب، أن فعل الخير هو طريق للفلاح والنجاح في الدارين، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ولقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة).
أستاذ علم الاجتماع والفكر التنموي الدكتور سالم ساري، قال إن العمل الخيري من أكثر الأعمال انسانية، حيث اهتدت إليه المجتمعات عبر تاريخها الطويل، منوهاً إلى أنه وكلما ازدادت الأزمات والتحديات المجتمعية كلما ازدادت الحاجة للبذل والعطاء والتضحية، حيث أن التكافل الاجتماعي ضرورة وليس ترفاً.
وأضاف: “من المهم أن تترسخ وتتبلور أكثر الثقافة المجتمعية في العمل الخيري، خاصة في هذه الأوقات، وفي ظل كورونا، حيث أن هذا العمل ضرورة، وبه تتميز الانسانية في أحلى صورها، فالناس ليست أرقاما، بل هي كتلة مشاعر، ولا شيء كالإيثار، وإسعاد الآخرين، وبث السعادة في النفوس”.
وبين الدكتور ساري أنه وفي ظل الجائحة، وبسبب وجود حالات الفقر والبطالة، لا بد من تعزيز الأعمال الخيرية والتطوعية، لما لها من فائدة وقيمة مضافة، ما يبدد الإحباط، ويعزز الأواصر بين الناس، مشيراً إلى أن العمل الخيري، هو من القيم السامية، التي تعكس تكافل المجتمع والروابط القوية فيه.
وأكد أن للعمل الخيري مفهوما تنمويا يعمل على تماسك المجتمع، مشدداً على أهمية تنمية الأعمال الخيرية وتحفيزها خدمة لكل الفئات المستهدفة.
مؤسسة مبادرة “خلينا نفرحهم” ايمان العكور، قالت: “لا نستطيع ان نحصل على السعادة، إلا إذا أعطيناها للناس”، حيث تمكنت المبادرة، من خدمة آلاف الأطفال والأسر، وتراوحت الخدمات بين بناء وتجهيز وترميم عشرات المنازل، وتأمين الملابس والطعام، عدا عن تحقيق أمنيات لمرضى السرطان وغسيل الكلى، وإقامة حفلات ترفيهية، وتخصيص مساعدات مالية.
وأضافت، ومن خلال حملة (لعيونك يا أردن)، التي نظمت بالتعاون مع أحد المستشفيات الخاصة، تم فحص العيون لمئات الأطفال، وتوزيع النظارات على من تلزمه، وإجراء عمليات تصحيح البصر.

(بترا)

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى