مهندس عملية نفق الحرية العارضة يشرح دوافع حفره

شرح الأسير الفلسطيني محمود العارضة، الملقب بمهندس “الهروب الكبير” من سجن “جلبوع” الإسرائيلي، الأسباب التي دفعته وباقي الأسرى إلى حفر النفق والفرار من السجن.

فيما روى الأسير الثاني، محمد العارضة، ظروف التحقيق التي يتعرض له ويعيشها داخل زنزانته منذ إعادة اعتقاله، وفق رسالتين منفصلتين لهما، نشر تلفزيون فلسطين و”هيئة شؤون الأسرى” (تابعة لمنظمة التحرير) مقتطفات منهما، الخميس.

ويوم 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، تمكن الأسرى محمود ومحمد العارضة، إلى جانب زكريا الزبيدي ويعقوب قادري ومناضل نفيعات وأيهم كمامجي، من الفرار عبر نفق حفروه أسفل سجن جلبوع شمالي إسرائيل، لكن أعيد اعتقالهم خلال أسبوعين.

 

 

 

** لماذا النفق؟

وقال محمود العارضة إن “نيل حريتنا التي طال عليها الزمن” كان السبب الرئيس لحفر النفق.

وأوضح أن “النفق جاء احتجاجا على استشهاد الأسير كمال أبو وعر” أثناء فترة اعتقاله بسجن إسرائيلي في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.

وأضاف أن حفر النفق جاء أيضا “احتجاجا على الظروف المأساوية، وسحب الإنجازات الذي يتم يوميا في السجون، والوضع المزري للأسيرات، إضافةً إلى ظروف العزل السيئة وعدم تنفيذ مطالب الإضراب الكبير للأسرى عام 2017”.

وكشف محمود العارضة (46 عاما) في رسالته عن أن الأسرى أطلقوا على نفق جلبوع اسم “الطريق إلى القدس”.

وقال إنه يهدي “هذا النصر (نجاح الفرار) للشهداء محمد الأشقر (استشهد في قمع الأسرى بسجن النقب في 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2007) وكمال أبو وعر وشهداء الحركة الأسيرة”.

كما أهدى “هذا العمل إلى المقاومة وشعوبنا العربية والإسلامية، وإلى أحرار العالم، وإلى غزة، وفاء لما قدمته من أجل الأسرى”.

وتابع: “نحن نعتبر أننا انتصرنا وطرقنا الخزان، كما قال الكاتب الكبير غسان كنفاني، وأوصلنا رسالتنا إلى العالم أننا دعاة حرية وأصحاب حق، ولنا مظلومية، وعلى العالم أن يقف بجانبنا من أجل تحرير أرضنا”.

وتوجه محمود العارضة بالتحية إلى أهالي بلدته “عرابة”، وإلى “كل العائلات وإلى القوى الوطنية والإسلامية التي وقفت موقفاً قل نظيره في هذا الزمن”.

ويمضي العارضة، في السجون الإسرائيلية حكما بالسجن مدى الحياة، وهو معتقل منذ العام 1996، وأعيد اعتقاله من الفرار الأخير في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري.

 

 

 

** زنزانة بلا ماء

من جهته، شرح الأسير محمد العارضة (39 عاما)، في رسالة منفصلة، بعض ظروف الزنازين التي يحتجز فيها بعد إعادة اعتقاله.

وقال: “أنا موجود في الزنزانة نفسها، معزول عن كل ما هو خارج جدران الزنزانة، وتحديدا آخر 9 أيام، 24 ساعة في الزنزانة”.

وأضاف: “لا ألتقي بأحد، وأحاول التوجه من شباك الزنزانة الصغير للسجانين لجلب المياه وغيرها”.

وتابع محمد العارضة: “يتم إدخال وجبات الطعام من الطاقة السفلية للزنزانة”.

وعن عملية الفرار قال محمد لمحققيه، وفق الرسالة: “عملُنا هو حق مشروع، أنا مسجون عندكم ليس بإرادتي، ولا أوافق على قوانينكم، وأنا معتقل غصبا عني”.

ولفت إلى أن “الظروف الحياتية بالزنزانة صعبة جدا، باردة جدا”، مضيفا أنه لم يبدل ملابس السجن منذ اليوم الأول لإعادة اعتقاله.

ورد محمد على وصفه الاحتلال له بالإرهابي: “لستُ إرهابيا، إنما أنتم محتلون وتمارسون الإرهاب بحقنا كشعب فلسطيني، ونحن ندافع عن أنفسنا”.

وتوجه محمد العارضة بالتحية إلى الفلسطينيين داخل إسرائيل “الذين وقفوا وتضامنوا معنا (..) نحن شعب واحد وقضيتنا واحدة”.

كما توجه الأسير محمد بالتحية إلى أهالي الضفة الغربية وغزة، وخص بالذكر محافظة جنين التي ينحدر منها، وأهالي القدس.

كما أرسل بتحياته إلى “الأمة العربية والإسلامية”، مبينا أنه كان يتابع حجم التضامن معهم، وقال: “أثبتم وبجدارة عظم انتمائكم إلى القدس والمسجد الأقصى وأهل فلسطين والأسرى”.

وفي 11 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعيد اعتقال محمد العارضة، الذي اعتقل قبل ذلك عام 2002 وحكم بالسجن المؤبد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى