افتتاح معرض عمان الدولي للكتاب الذي يعود بعد توقف لعام وسط مشاركة “واسعة”

افتتح وزير الثقافة علي العايد الخميس، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني،معرض عمان الدولي للكتاب في دورته العشرين والذي يقام بتنظيم من اتحاد الناشرين الأردنيين وبالتعاون مع وزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى، وذلك ضمن احتفالات الأردن بمئوية تأسيس الدولة. ويستمر المعرض حتى 2 تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

وقال وزير الثقافة، في تصريح صحفي، “إننا فخورون بإقامة معرض عمّان الدولي للكتاب في ظل هذه الظروف، وبالتوازي مع مهرجان جرش للثقافة والفنون، وضمن احتفالاتنا بدخول المئوية الثانية”، مضيفا أن المعرض يشكل فرصة أمام القارئ للاطلاع على الإنتاج الفكري العربي والمحلي وكل ما هو جديد في عالم المعرفة، ومتنفسًا لبث روح الفرح والإيجابية، وعودة الحياة إلى طبيعتها، مع الالتزام بالبروتوكولات الصحية وشروط التباعد الاجتماعي.

وأضاف، إنه تم في هذه الدورة من المعرض اختيار الشاعر الكبير مصطفى وهبي التل “عرار” ليكون شخصية المعرض، لمكانته الوجدانية التي تشكلت لدى الشعب الأردني منذ بدايات تأسيس الدولة الأردنية، والتي شكلت امتدادا للحركة الثقافية والمشهد الثقافي الأردني.

وأكد وزير الثقافة اعتزازه بالجهود الكبيرة المبذولة من اتحاد الناشرين الأردنيين في إقامة المعرض، وحرص وزارة الثقافة على المشاركة فيه، مبينا أن نجاحه هو نموذج وعلامة فارقة في الفضاءات الثقافية، خاصة بوجود التحديات التي فرضتها الجائحة على العالم أجمع، ليكون بمثابة العلاج الذي سيسهم في محو الآثار النفسية التي سببتها.

وبين العايد “أننا نحتفي في هذه الدورة التي عنوانها “القدس عاصمة فلسطين” كدأبنا دائمًا، لفخرنا واعتزازنا بالقدس التي تعيش في وجداننا، وهي نهج السياسة الخارجية الأردنية”.

ويعود معرض عمان الدولي للكتاب اليوم ، بعد توقف استمر لنحو عام بسبب جائحة كورونا، وسط “إقبال واسع” على المشاركة من عدد من دور النشر العربية والأجنبية، وفق الأمين العام لوزارة الثقافة، هزاع البراري.

وتشارك في المعرض أكثر من 360 دار نشر محلية وعربية ودولية من 20 دولة بشكل مباشر، وعبر التوكيل، ومن الدول المشاركة إضافة إلى الأردن، وفلسطين، ولبنان، والسعودية، وقطر، والإمارات، وعُمان، والعراق، وسوريا، والكويت، والمغرب، وتونس، ومصر، والسودان، وتركيا، واميركا، وكندا، وبريطانيا، والهند، وايطاليا، والصين.

وقال البراري لـ “المملكة”، إن “المعرض يعود بعد توقف بسبب جائحة كورونا وتوقف شمل جميع المعارض العربية للكتاب دون استثناء، وهو ما أثر على صناعة وتسويق الكتاب وترك أثرا على دور النشر الأردنية وبالتالي على الكتاب الأردني”.

البراري أشار إلى أن “اعتذار عدد كبير من دور نشر عربية وأجنبية عن عدم المشاركة في المعرض بسبب ضيق المكان. كل المساحة المتاحة في معرض عمان الدولي في (منطقة) مرج الحمام (جنوبي عمان) أغلقت ولم يعد هناك مساحة متاحة لتأجيرها”.

“اضطررنا لبناء خيمة خارج مبنى المعرض لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من الدور النشر للمشاركة”، على ما ذكر البراري.

والمعرض “يعود بحلة جديدة تتناغم مع مئوية الدولة الأردنية، وضيف الشرف هذا العام هو مئوية الدولة بعد أن كان عادة دولة عربية أو أجنبية”، بحسب البراري.

ولفت النظر إلى “جناح خاص بالمئوية يعرض كتب تؤرخ لتطور وتأسيس المملكة عبر 100 عام، إضافة إلى العديد من الوثائق المتعلقة بتاريخ الدولة ومنجزاتها ومنجزات الملوك الهاشميين”.

وذكر أن “ما يميز المعرض هذا العام وجود شخصية المعرض الثقافية حيث تم اختيار الشاعر الكبير مصطفى وهبي التل ليكون شخصية المعرض”، وذلك “لأن الشاعر واكب تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي”.

وتحدث عن “برنامج ثقافي موازٍ لعرض الكتب، من ندوات وأمسيات وحوارات ثقافية”، إلى جانب “أن عددا كبيرا من حفلات توقيع الكتب ستكون في أجنحة دور النشر من أجل تسويق الكاتب الأردني” وهو ما “يؤشر إلى حجم المشاركة المحلية والعربية، حيث وصلت إلى 360 دار نشر من 20 دولة عربية وأجنبية”.

وقال رئيس اتحاد الناشرين، ومدير المعرض جبر أبو فارس، في تصريح صحفي خلال حفل الافتتاح، إن المعرض يمثل حدثا ثقافيا أردنيا بارزا في المشهد الثقافي الأردني، ومحطة مهمة للقاء أطراف صناعة النشر في العالم العربي، مبينا أن الاهتمام الملكي من خلال الرعاية السامية للمعرض طوال السنوات الماضية، ساهمت بشكل فاعل في إعطاء المعرض صفة الاستدامة والاستمرارية، وساهمت في ترسيخه على خارطة المعارض العربية والدولية.

وأكد أن اللجنة الفنية للمعرض عملت على الارتقاء في شكل الأجنحة وترتيبها، وعملت على توسعة مساحته لتوفير ممرات واسعة حفاظا على صحة الجمهور والمشاركين، مشددا على التزام المعرض والقائمين عليه بكافة الإجراءات الصحية التي تفرضها جائحة كورونا والمعتمدة من الجهات الرسمية من حيث التباعد وتوفير المعقمات، والكمامة داخل المعرض، إضافة لتلقي العاملين في الاتحاد لدورات متخصصة في التوعية من أجل تطبيق إجراءات السلامة داخل المعرض.

وأضاف، إنه تم تخصيص ركن خاص داخل المعرض لحفلات توقيع الكتب انسجاما مع البروتوكول الصحي المعتمد، حيث تم تخصيص أربعة أروقة متباعدة لحفلات التوقيع بشكل متزامن لخدمة الناشرين والمؤلفين.

وأوضح أبو فارس، أن معرض عمان الدولي للكتاب أقيم منذ عام 2016 في مكان ثابت في معرض عمان الدولي للسيارات على طريق المطار، وفي موعد محدد هو نهاية أيلول من كل عام، وستكون هذه الدورة الأخيرةَ بالنسبة له في هذه المكان بسبب إلغاء أرض المعارض واستثمارها في مجال آخر، داعيا الجهات الرسمية إلى تخصيص أرض معارض للمملكة تقام عليها الفعاليات الكبرى على مدار العام، ومنها معرض عمان الدولي للكتاب، كي لا يظل الأردن الدولة العربية الوحيدة التي لا يوجد فيها أرض للمعارض.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى