اصبحنا رهائن داخل مواقع التواصل الاجتماعي.

سلمان الحنيفات

حالة الاكتئاب والتوتر التي إنتابت الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعطل عدد من التطبيقات عبر شبكة الانترنت قبل ايام ، حيث وجدوا انفسهم فجأه خارج العالم الافتراضي وأصبحوا يبحثون عن اشخاص يتحدثون اليهم ، فيديرون رؤوسهم نحو اليمين ونحو الشمال ، بحثا عمن يتحدثون إليهم بعد أن كنا نطأطئ الرأس باستمرار ونبحلق ونحملق بالعينين معا فيما يحمله الهاتف إلينا من أخبار.

انقطع الواتساب عن الناس ، وانقطع الفيسبوك والميسنجر التابع له، وانقطع الإنستغرام، وشرعت الناس في اكتشاف الحياة، الحقيقية لا الافتراضية الواقعية لا التخييلية تحدث غير ما شخص إلى أصدقائه حديثا فعليا لا حديث التواصل الاجتماعي الكاذب، التفت كل واحد منا إلى عائلته لكي يدقق جيدا في الملامح وفي المعالم، ولكي يرى ماوراء الدهشة التي علت الوجوه المستغربة المستنكرة الغاضبة من انقطاع وسائل التواصل عن العمل تواصلا من نوع آخر، حقيقي هذه المرة مع الأقربين إليه.

فجأة، تذكرنا أن قدرنا ليس أن نبقى رهائن بين يدي هذا الهاتف العجيب المتمادي في ذكائه الذي اوصلنا الى حالة متقدمة من العزلة ،حيث بدأ الناس بالعودة الى واقعها تبحث عن شيء تفعله ، بعد ان كانت تمضي اليوم بأكمله على إيقاع البحث بين محركات الانترنت والمواقع الاخبارية ومواقع التواصل ، دون ان تشعر بانها تضيع اغلب اوقاتها على اشياء تعيش هنيهات وتمضي.
هل لاحظتم مدى الراحة النفسية المؤقته وفي نفس الوقت ومع بدايتها أثارت توترا للبعض ، ولكن سرعان ما تلاشت، لكن هذا يجعلنا نثبت بأننا قادرين على التأقلم مع الواقع الاعتيادي والعودة الى الحياه البسيطة بعيدا عن ضوضاء العالم الافتراضي وتسارع الاخبار هنا وهناك وسماع الاخبار الكاذبة وبعضها صحيحة لكن مع القليل البهارات .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى