48عامُا على حرب أكتوبر  

حلت قبل أيام ذكرى حرب تشرين/ أكتوبر، او كما يطلق عليها حرب يوم الغفران، التي حقق فيها الجيشان المصري والسوري إنجازات هامة وانتصارات على أقوى جيش في المنطقة، المدعوم عسكريًا ولوجستيًا من الولايات المتحدة الامريكية.  

وتُعد حرب أكتوبر المواجهة العسكرية الرابعة بين الدول العربية وإسرائيل، وجاءت بعد فترة زمنية طويلة من التخطيط بين هذه الدول، وتنسيق تام ما بين مصر وسورية، وضغط مصري على الاتحاد السوفييتي السابق، لتعويض الأسلحة التي فقدت في هزيمة حزيران العام 1967. وقد نجحت القوات المصرية في اقتحام قناة السويس واجتياح حصون خط بارليف، وعلى الجبهة السورية نجح الجيش العربي السوري في عبور الخندق الصناعي الذي أقامته إسرائيل، واندفع كالسيل الجارف يشق طريقه في مرتفعات هضبة الجولان.  

وقد انهارت في هذه الحرب نظرية الأمن الإسرائيلي بكل أسسها ومقوماتها، وقوضت سمعة الجيش الإسرائيلي، الذي ذاع صيته في الآفاق بأنه الجيش القوي الذي لا يقهر، وأصاب المؤسسة الصهيونية صدمة عنيفة وكبيرة، وصفها بعض المحللين العسكريين في حينه بـ “الزلزال الإسرائيلي”.  

وبلا شك أن حرب أكتوبر شكلت حدثًا فريدًا، بل نقطة تحول في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، خصوصًا انها جاءت بعد سنوات من هزيمة حزيران العام 1967، التي خسرت فيها مصر سيناء، وسورية هضبة الجولان، والأردن الضفة الغربية. ومن أبرز سمات هذه الحرب بروز كفاءة المقاتل والمحارب العربي، ومدى ارتفاع مستوى نوعيته وقدرته على استخدام الأسلحة الحديثة والمعقدة، فضلًا على ظهور استراتيجية عربية أكثر لحمة واتحادًا في الحظر النفطي الذي أعلنته الدول العربية المنتجة للبترول (أوبك)، وساعد ذلك الحظر على إعادة تحديد الدور السياسي العالمي للدول العربية.  

وكان لحرب أكتوبر تداعيات سياسية، وبمثابة تحريك للمياه الراكدة، وأعلن الرئيس المصري انها هي آخر الحروب، وجعله يقدم على خطوته بتوقيع صك الاستسلام مع دولة الاحتلال، الذي كان له آثار سلبية خطيرة على مجمل الحالة السياسية العربية، وعلى القضية الفلسطينية خاصة، ما زال شعبنا يدفع ثمن ذلك غاليًا.  

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى