ميلاتونين الإستشفائية السياحية العالمية، ما علاقتها بجغرافية شرق المفرق؟

كتب أ.د. محمد الفرجات

عشرة بالمئة من سكان العالم يعانون مشكلة الأرق وقلة النوم، ويحدث ذلك لأسباب نفسية وصحية، وللظاهرة أبعاد وتبعات سيئة على الصحة كإجهاد وأمراض عضلة القلب والدماغ، وتعد سببا هاما للموت المفاجيء، إضافة لزيادة وتفاقم مشاكل ضغط الدم والتنفس وسوء إفراز بقية الهرمونات، وتفاقم مشاكل وظائف بقية أعضاء الجسم.

هرمون ميلاتونين “هرمون تحفيز النوم” الذي تفرزه الغدة الصنوبرية بكميات معينة خلال الليل، يساعد الجسم على النوم، وقلة إفرازه ترتبط كما أسلف سابقا بأسباب صحية جسدية ونفسية.

تنفق سنويا عشرات المليارات على علاجات مشاكل النوم والأرق وبلا فائدة تقريبا، بينما لا يوجد مركز إستشفاء عالمي لمشكلة الأرق، وذات خصائص طبيعية توفر حلولا طبية ونفسية لضالة مئات الملايين من المرضى حول العالم.

بعد وباء كورونا الذي إجتاح العالم، فقد إزدادت قضية الأرق ومشاكل سوء التنفس، وظهرت حاجة المرضى للعلاج والتأهيل النفسي والجسدي.

فن صناعة السياحة يتطلب اليوم وبعد عناء العالم ٧٠٠ يوم كبيسة مع وباء كورونا، إيجاد منتج سياحي غير تقليدي للأسواق السياحية العالمية.

مناطق شرق المفرق، ومن الخبرات التراكمية والمعرفة الشعبية المتناقلة تحقق طبيعتها وبيئتها السكون والنوم العميق وغير المتقطع والمريح، ويعزى ذلك إلى وفرة الأكسجين في الجو وغياب منغصات التلوث والضوضاء والإضاءة وأمواج البث الخلوي، فضلا عن وجود الصخور البازلتية ذات الوفرة المعدنية ووفرة عناصرها الكيميائية التي تعطي الطاقة الإيجابية، وكل ذلك في بيئة صحراوية وأراضي منبسطة وممتدة وذات طبيعة جاذبة.

الدراسات الجيوكيميائية ودراسات الحقول الجيوفيزيائية في المنطقة، بجانب الدراسات البيوكيميائية والطبية المتخصصة، ستجد بالتأكيد ما يحفز الجسم هناك على إطلاق هرمون ميلاتونين بلا عوائق، الأمر الذي يأخذ بعدا إستشفائيا لمرضى قلة النوم والأرق، وعلاج مرضى سوء التنفس الناتج عن الإصابة بوباء كورونا، وعلى حد سواء.

قمت وبالتعاون مع صديقي د. هاني الفلاحات بتطوير الفكرة قبل أعوام، وأعلنت في مؤتمر مشروع “كنت في البترا” والذي أطلقناه بالتعاون مع الدكتورة نور ظاظا في صيف ٢٠١٨، ونقدمها اليوم مرة أخرى عبر الإعلام أمام هيئة تنشيط السياحة وهيئة الإستثمار ووزارة الإستثمار وكل المستثمرين، كما ونقدمها كمجال للبحث العلمي ليدعم الرؤية.

مؤخرا تواصلت معي الإعلامية إخلاص القاضي، وهي إبنة ذات الجغرافيا، وشجعتني كثيرا لإعادة إطلاق الفكرة، لعلها تجد من يتبناها، وتعود على المجتمعات المحلية بالنفع وحل مشاكل الفقر والبطالة، ولعل المنطقة تصبح مقصدا سياحيا إستشفائيا طبيعيا عالميا.

وأستجيب بدوري اليوم وبتحول العالم لبحث حلول ما بعد كورونا، وأعلن مقترح “قرية ميلاتونين العالمية الإستشفائية” شرق المفرق.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى