يسرى أبوعنيز تكتب : السرطان يغتال أبناء الوطن

فقد الوطن ،كما فقدنا يومي الخميس والجمعة الماضين4 من أبنائه ممن يحملون درجة الدكتوراه في تخصصات مختلفة ،ولكن الملفت في الأمر ،ورغم إيماننا المُطلق بأن الموت حق ،غير أن الملفت وفاة3 أشخاص من هؤلاء بمرض السرطان الخبيث،والذي بات ينخر بعظام أبناء الوطن ممن أصيبوا به،ولنخسر في كل يوم المزيد من ضحايا هذا المرض ،حتى وإن طالت فترة الألم،إلا من رحم ربي،إضافة لإرتفاع تكاليف العلاج من هذا المرض سواء على الدولة ،أو على المريض، غير أن ألم الفراق و الفقدان هو الأصعب ،والأقسى بالنسبة للأهل والأصدقاء ،والزملاء بعد رحيل الشخص المصاب.

ففي يوم الخميس الماضي فُجعنا برحيل الدكتور عامر القرالة ،والمرحوم عامر قبل أن يكون أستاذا للعلوم السياسية،هو زميلنا في العرب اليوم ،وهو أحد المؤسسين للصحيفة ،حيث كان مثالًا للشخص المهني ،والملتزم،حيث عمل في قسم التحقيقات الصحفية مع الزملاء في هذا القسم ومنهم،مكرم الطراونه،والدكتور ذيب القراله،وعباس كاظم ،وماجدة عطاالله،وغيرهم الكثير من الزملاء،لينتقل بعدها للعمل الأكاديمي ،محققا النجاح تلو الآخر ،وليكون معلما،ومربيا لأجيال في تخصصه حتى فتك به المرض الخبيث في صباح ذلك اليوم ،ولتكون الخسارة كبيرة لعائلته ،وجامعته وطلبته،وقبل كل ذلك وطنه.
وتوالت خسائر الوطن و خسارتنا أيضا في يوم الجمعة بعد رحيل الزميل الدكتور اطراد المجالي بعد أن فتك به المرض،لينتقل الى الرفيق الأعلى تاركا أطفاله في عمر الورود.

والمرحوم الدكتور اطراد المجالي عرفناه منذ كنا طلبة في قسم الصحافة في جامعة اليرموك مثالا للشخص الغيور على وطنة،ومحبا له،ومبدعا في مجاله حتى بعد أن حصل على الشهادات العليا ،ويحمل درجة الدكتوراه ،حيث كان اعلاميا لامعا ،حاملا هم المواطن الأردني من خلال عمله نقيبا لشركات التوظيف ،وكذلك برنامجه الذي يبحث هموم الجامعات والتعليم العالي في المملكة.

وفارقتنا في هذه الجمعة الحزينة وبعد صراع طويل مع مرض السرطان الذي فتك بها الدكتورة مريم اللوزي،التربوية التي أمضت حياتها في سلك التعليم والعمل التطوعي،لحبها لهذا العمل،واصرارها المستمر على التعليم لأبناء الوطن بشكل عام،ومنطقتها في الدائرة الخامسة في العاصمة عمان ،وبالأخص منطقتي الجبيهة وشفابدران،ليتم انتخابها فيما بعد نائبا في الدائرة الخامسة لتمثل سكان هذه المنطقة التي تقطن فيها،وهي ابنة الأردن في جميع مناطقه،حتى وإن كانت من مواليد وسكان منطقة الجبيهة ،رحلت بعد أن أتعبها الخبيث رغم إصرارها على مقاومته حتى آخر لحظة.
[
كما فجعنا ،وفُجع أبناء الأردن في هذه الجمعة بوفاة الدكتور أحمد يوسف التل الأمين العام الأسبق لوزارة التعليم العالي ،والبحث العلمي ،بعد حياة حافلة بالعطاء .
ومثل هؤلاء الكثير من الأشخاص الذين رحلوا بعد أن تمكن منهم هذا المرض الخبيث ،ولا يغيب عن بالي إحدى الصديقات التي فتك بها هذا المرض في فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر بسبب شراسته،حيث كان من النوع المجنون(سرطان البنكرياس)،وصديقة أخرى لا تزال تقاوم هذا المرض الذي غير مسار حياتها،بعد أن كانت شعلة من النشاط في الوسط الصحافي ،ولكنها لا زالت صامدة في وجهه بقوة إرادتها ،والتي نتمنى أن تكون بخير،وتتخلص من هذا الكابوس الذي يطاردنا،ويطاردها.

وفي كل يوم نسمع الكثير من القصص التي تدمي قلوبنا لشباب،أو أطفال فتك بهم هذا المرض الخبيث ،ليعيش أهلهم،ومن يعرفونهم على ذكرى مؤلمة،بعد فقدانهم.
وهنا لا نقوم بسرد قصص ،وحكايات حول من فارقونا بسبب هذا المرض الخبيث ،ولكن الوضع يزداد سوءا مع مرور الوقت وكأن هذا السرطان اللعين يتربص بأبناء الوطن لنفقد في كل يوم أعزاء فارقونا بعد أن تمكن منهم هذا المرض ليفتك بهم.
[
ورغم عدم وجود احصائيات واضحة حول عدد حالات السرطان المسجلة في المملكة،إلا أن احصائيات رسمية في الأردن تؤكد بأن السرطان وراء 15،7 بالمئة من الوفيات في المملكة للعام الماضي 2021 بواقع3084حالة وفاة،كما انه المسبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب و الشرايين ،وأن زيادة حالات السرطان في المملكة تتماشى مع عدد السكان وزيادة مستويات الأعمار.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى