نتالي ونايا: لا فرحة بعيد ولا شهادة مدرسية

لم تنس الطفلتان نتالي ونايا نضال أبو غلمي، بعدُ، مشهد اعتقال والدتهما لينا قبل نحو أسبوعين من منزلها في بلدة بيت فوريك شرق نابلس، ليعاود الاحتلال الإسرائيلي الكرة ويداهم المنزل ويعتقل والدهما نضال أبو غلمي من منزله فجر اليوم، لتعيشا على أمل اللقاء بهما قريبا.

وصلت التوأم نتالي ونايا (8 سنوات) إلى منزل والدهما في بيت فوريك بعد غياب لأيام، في زيارة لبيت عائلة أمهما لينا في بلدة عصيرة الشمالية. لم تكن أيا منهما تعلم بعد عن خبر اعتقال والدهما هو الآخر، حتى تعلو صرخات وبكاء من المنزل لما حدث له.

خرج التوأم بعد أن تلقتا الخبر بمساعدة أخصائية نفسية من جمعية الشبان المسيحية، إلى ساحة المنزل والدموع تملأ عيونهما لتقول نايا “بدي ماما”، فيما تجاهد أختها نتالي لضبط نفسها وتبكي وتذرف دموعها بصمت.

جلس التوأم بجانب بعضهما البعض، تتذكران ليلة اعتقال والدتهما لينا قبل نحو أسبوعين، فتقول نتالي “دخلوا بيتنا وأخذوا أمي وكنا نائمات ونغطي وجهونا خوف منهم، ودعنا أمنا ونستنى ترجع”.

وتشير نايا الى أن اليوم الذي اعتقلت فيه والدتها كان ذاته الذي استملت كل منهما شهادة المدرسة، وتضيف “أمي اشترت لنا ملابس العيد، لونهم زهري أنا بحب هذا اللون كثيرا، سوف نلبس يوم عيد الأضحى، صح هم اعتقلوا أمي وأبوي بس هم رح يخرجوا ورح نبلس أواعي العيد عشانهم”.

تحاول عائلة أبو غلمي تخفيف معاناة التوأم بعد اعتقال والديهما، فالجدة نفوز أبو غلمي (65 عاما) تحمل العبء الأكبر رغم تعودها على غياب أولادها الأربعة الذين تعرضوا للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

تقول الجدة “هذه المرة الثانية الذي يعتقل فيها نجلي نضال من قبل الاحتلال، وكان أفرج عنه في العام 2008، بعد اعتقال لأكثر من أربعة أعوام”.

وتضيف “مواقف صعبة عايشتها من اقتحام للمنزل واعتقال أبنائي ووالدهم، ربما تكون هذه من أصعب المرات، بسبب الطفلتين نتالي ونايا، وما تعرضتا له أثناء اعتقال والدتهما من خوف ورعب، الذي ما زال يسيطر عليهما كلما تذكرتا تلك الساعات”.

وتتابع “تمام الساعة الواحدة والنصف من فجر الثاني والعشرين من حزيران الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال المنزل وخلعت أبوابه، واعتقلت والدة الطفلتين بعد تحقيق ميداني لأكثر من أربع ساعات”.

ولا تنسى الجدة أبو غلمي المعاناة التي عاشتها أثناء اعتقال أولادها عام 2007، فتذكر تنقلها بين سجني النقب الذي كان يقبع فيه نجلها يوسف، وجلبوع الذي كان يقبع فيه نضال

وتؤكد أن نجلها نضال الذي تزوج في العام 2009، لم ينجب التوأم إلا بعد معاناة امتدت 4 سنوات، عبر عملية زراعة طفل أنابيب، فهما روحه من الدنيا وذهب وهو يوصي بهما.

يشار إلى أن قوات تعتقل نحو 4700 أسير/ة يقبعون في (23) سجن ومركز توقيف وتحقيق، بينهم 28 أسيرة يبقعن غالبتيهن في سجن “الدامون”، يتعرضن لظروف اعتقال قاسية أدت قبل أيام قليلة إلى استشهاد الأسيرة سعدية مطر (68 عاما).

كما يقضي 600 أسير أحكاما إدارية، و170 طفلا قاصرا، 600 من الأسرى يعانون من أمراض مختلفة، منهم نحو 23 أسيرا يعانون من مرض السرطان، و11 أسيرا يعانون من فشل كلوي، و8 أسرى مقعدين و40 أسيرا يعانون من أمرض خطيرة.

وتحتجز قوات الاحتلال الإسرائيلي جثامين 8 من شهداء الحركة الأسيرة الـ228، حسب إحصائيات نادي الأسير الفلسطيني.

وفا

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى