حاطِبُ الليل بقلم د. منذر جرادات

تنتشر الشائعات بسرعة كبيرة رهيبة متى ما توفرت البيئة الخصبة لانتشارها، وتأخذ إشكالاً وأساليب عديدة في انتشارها، وإن هذه الطرق هي التي يتخذها المروج لتأليف الكلام واختيار الألفاظ ووضعها في قالب جذاب، وذلك لتحقيق الغاية والهدف وبما يتناسب مع معتقدات وبيئة وثقافة المجتمع .
فلا نكن الوسيلة التي يمكن استخدامها في نشر الاشاعة وعلينا التبين والاستيضاح من مصدر اي خبر مهما كان ولا نكن ( كحاطب الليل ) حيث وصف العرب قديما ناقل الإشاعة ب ( حاطب الليل ) يكثر من الكلام بدون تحري وتيقن وشبه بحاطب الليل لأنه ربما لدغه ثعبان أولسعه عقرب لإحتطابه ليلاً في الظلام فلا ميز ما بين الحطب الجيد والردئ والحيات ، و قد قال الفرزدق :
وان أمرءً اغتابني لم أطأ لهُ …حَريماً ولاتنهاهُ عني أقاربه
كمحتطبٍ ليلاً أساوِدَ هَضبةٍ …. أتاهُ بها في ظُلمةِ الليلِ حاطبه
و المشكلة تكمن في المتلقي الذي يقع ضحية الخداع و التضليل ولا يكلف نفسه البحث عن الصواب، والتحري عن الحقيقة والخبر الصادق، مع أن وسائل التواصل الإجتماعي رغم انها ساعدت على انتشار ظاهرة الإشاعة إلا أنها في نفس الوقت سهلت على من اراد الوصل الى الحقيقة مبتغاه والوصل الي غايته من حقيقة وصواب لاشك فيه .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى