إردوغان يعلن حدادا وطنيا لسبعة أيام إثر الزلزال في تركيا

قتل أكثر من 2600 شخص في جنوب تركيا وسوريا المجاورة حيث ضرب زلزال هو الأعنف منذ نحو قرن بلغت قوته 7,8 درجات، تلاه بعد ساعات قليلة زلزال آخر بلغت قوته 7,5 درجات، وقد شعر بهما سكان عدد من الدول المجاورة

 

ويتوقّع أن ترتفع هذه الحصيلة غير النهائية، إذ لا يزال عدد كبير جدا من الأشخاص تحت الأنقاض. كذلك، سيصعّب تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة مساء الاثنين والثلثاء، وضع الأشخاص الذين شرّدوا بسبب الزلزال، وكذلك جهود المنقذين

 

ووقع الزلزال الأول عند الساعة 4,17 (01,17 ت غ) على عمق نحو 17,9 كيلومترا وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي وكان مركزه في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق) على مسافة 60 كيلومترا من الحدود السورية، واستمر لنحو دقيقة

 

وأعقبت ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة إكينوزو

 

واعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة ارتفاع عدد الضحايا جراء الزلزال في البلاد إلى 1651 قتيلا و11,119 مصابا

 

وكان نائب الرئيس التركي كشف أنه تم تسجيل 145 هزة ارتدادية، مؤكداً أنه سيتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن المنكوبة جراء الزلزال

 

وأعلن “تأمين مقار إقامة لمتضرري الزلزال في كافة المناطق المنكوبة”، مضيفاً: “نوجه المساعدات القادمة من الخارج إلى المناطق المنكوبة ونواجه بعض الصعوبات في إيصالها”

 

وقال رئيس إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا يونس سيزر إنّ فرق الإنقاذ وصلت إلى جميع المناطق المتضررة من الزلزال والتعزيزات مستمرة

 

واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنها “أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ العام 1939”

 

ودعا الرئيس التركي الذي سيكون رد فعله مرتقبا جدا على هذه المأساة قبل انتخابات 14 أيار (مايو)، إلى الوحدة الوطنية

 

وكتب على تويتر: “نأمل في أن نخرج من هذه الكارثة معا بأسرع ما يمكن وبأقل أضرار ممكنة”

 

ويتوقّع أن تتغيّر الحصيلة بسرعة نظرا إلى عدد المباني المنهارة في المدن المتضررة، مثل أضنة وغازي عنتاب وشانلي أورفا ودياربكر خصوصا

 

في إسكندرون وأديامان، انهارت مستشفيات حكومية جراء الزلزال الذي ضرب على عمق نحو 17,9 كيلومترا

 

وتُعدّ هذه الهزّة الأكبر في تركيا منذ زلزال 17 آب (أغسطس) 1999 الذي تسبّب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في اسطنبول

 

وتشل رداءة الطقس في هذه المنطقة الجبلية المطارات الرئيسية حول دياربكر وملطية حيث يستمر تساقط الثلوج بكثافة

 

وقال عنصر إنقاذ أُرسل إلى مبنى مدمّر في دياربكر: “سمعنا أصواتا هنا وهناك. نعتقد أن 200 شخص قد يكونون تحت الأنقاض”، بحسب صور بثتها شبكة “إن تي في”

 

وفي مواجهة هذا الخراب، يتجمع السكان في كل مكان ويحاولون إزالة الأنقاض بأيديهم، مستخدمين الدلاء

 

وفي الجنوب، انهارت قلعة بيزنطية في غازي عنتاب شيّدت في القرن السادس، جزئيا وفقا للشبكة نفسها

 

وقال محافظ كهرمان مرعش عمر فاروق كوشكون: “لا يمكن تحديد عدد القتلى والجرحى حاليا لأن هناك الكثير من المباني المدمرة”

 

ودمّر مسجد يعود إلى القرن الثالث عشر جزئيا في ملطية حيث انهار مبنى من 13 طابقا يضم 28 شقة

 

وتضرّرت خطوط أنابيب الغاز التي تغذي المنطقة أيضا، ما أدى إلى حرمان محافظات هاتاي وكهرمان مرعش وغازي عنتاب من الغاز، كما أكدت شركة خطوط أنابيب البترول التركية بوتاش. كذلك، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق تعليق صادرات النفط عبر تركيا

 

أما في سوريا، فقتل ألف شخص على الأقل في أنحاء البلاد جراء الزلزال الذي ضربها فجراً ومركزه تركيا، في حصيلة جديدة غير نهائية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة

 

وأعلنت وزارة الصحة السورية ارتفاع عدد القتلى الى 570 وإصابة 1403 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 430 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين

 

وسجلت معظم الإصابات في محافظات حلب (شمال) واللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وطرطوس (غرب)

 

وتسبب الزلزال في مشاهد من الذعر، مع خروج السكان من المناطق المتضررة سيرا أو بالسيارات، رغم الأمطار الغزيرة

 

وبثّت وكالة “سانا” صوراً تظهر دماراً كبيراً في مدن عدة بينها جبلة واللاذقية، انهارت فيها أبنية بأكملها موقعة خسائر بشرية وأضرارا جسيمة

 

وفي مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية والتي شهدت على ضراوة المعارك وحملات القصف خلال سنوات الحرب، نقلت “سانا” عن مصدر في محافظة حلب انهيار 46 مبنى على الأقل، ما أدى الى مقتل 156 شخصاً من إجمالي الضحايا

 

وفي حي الأربعين في مدينة حماة، انهار مبنى مؤلف من ثمانية طوابق، فيما انهمكت فرق الإنقاذ والإسعاف في انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض

 

وقال متحدث من الهلال الأحمر السوري في الحي إن عدد السكان الموجودين في المبنى يبلغ نحو 125 شخصاً

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى