الخليج كلمة السر.. حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة في الشرق الأوسط

أفادت وكالة “بلومبيرج”، أن هناك حربا باردة بين الولايات المتحدة والصين في الشرق الأوسط وملامح أصبحت أكثر وضوحا.

 

وأوضحت الوكالة أن الصين أصبح لها بصمة واضحة في الشرق الأوسط بطريقة لم يكن من الممكن تخمينها قبل ستة أشهر، خاصة بعد التوسط الناجح في التقارب بين السعودية وإيران، لافته إلى أن وزير الخارجية الصيني تشين جانج أعلن هذا الأسبوع نيه بكين لتشجيع استئناف المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية.

 

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشارت الوكالة إلى أن الصين افتتحت البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي مقرة بكين، حيث كان أول مكتب خارجي للبنك في أبو ظبي بـ الإمارات، ويهدف مقر المكتب التشغيلي للبنك في سوق أبوظبي العالمي إلى العمل كوجهة استراتيجية لدعم أجندته.

 

التقارب الصيني العربي

ويعتبر البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية هو بنك تنمية متعدد الأطراف تم تصميمه منذ ما يقرب من عقد من الزمان باعتباره رد من الصين على المؤسسات التي أنشأتها الدول الغربية، حيث جاء فتح فرع البنك في أبو ظبي أثناء التوتر الذي شاب العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية عندما رفضت السعودية وأعضاء “أوبك+” طلب واشنطن لزيادة الإنتاج وخفضته في وقت سابق من هذا الشهر.

 

وأشارت بلومبيرج إلى أن المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، يعمل بشكل سريع للخروج من تحت العباءة الأمريكية والتقارب مع الصين.

 

كما أوضحت الوكالة أن ربط أسعار الصرف في الشرق الأوسط بالدولار لا يزال رابطا قويا لأمريكا، كما هو الحال بالنسبة لعلاقاتها العسكرية القوية والدائمة مع الدول العربية، لافته إلى أن واشنطن لم تفقد كل شيء حتى الآن.

 

ومن جانبهم، أوضح العديد من الخبراء أن قوة العملة الأمريكية هي العامل الأساسي في استخدام دول مجلس التعاون الخليجي للورقة الخضراء كعملة رئيسية للتبادل عبر الحدود، لذلك فإن التغيير المفاجئ في اسواق العملة وهبوط التخلي عن الدولار من شأنه أن يزعزع استقرار البلدان الخليجية نفسها،

 

وتابعت: “لذا فإن أي تحول يجب أن يكون تدريجيا، لكن هناك مؤشرات على تغيرات في هذا المجال، ففي الشهر الماضي، أجرت الإمارات أول تسوية لصادرات الغاز الطبيعي إلى الصين مقومة بـ اليوان الصيني”.

 

وتعد هذه سابقة مثيرة للاهتمام خاصة بعد عقد الصين صفقة تاريخية بقيمة 60 مليار دولار لتوريد الطبيعي المسال من قطر لمدة 27 عاما.

 

وتعد تلك الصفقة التي تسري اعتبار من العام 2026 أطول اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال للصين حتى الآن، وفقا لبيانات “بلومبيرج”، ناهيك عن أنها واحدة من أكبر صفقات الدوحة من حيث الحجم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى