إدارة السير تدعو للابتعاد عن إغلاق الطرق خلال الاحتفال بعيد الاستقلال

السامي عد نافذا حال إعلانه على الشعب وتولت الحكومة إجراءات تنفيذه، مع تبليغ ذلك إلى جميع الدول بالطرق السياسية المرعية”.

 

وألقى جلالة الملك عبدالله الأول، المؤسس، طيب الله ثراه، خطابا صباح ذلك اليوم قال فيه “وإننا في مواجهة أعباء ملكنا وتعاليم شرعنا وميراث أسلافنا لمثابرون على خدمة شعبنا والتمكين لبلادنا والتعاون مع إخواننا ملوك العرب ورؤسائهم لخير العرب جميعا ومجد الإنسانية كلها”.

 

وصادق الملك المؤسس على قرار إعلان الاستقلال، مصدرا أول إرادة ملكية سامية، موشحة بالعبارة التالية: “متكلا على الله تعالى أوافق على هذا القرار شاكرا لشعبي واثقا بحكومتي”.

 

بعد هذا الإعلان شعر الأردنيون بالفرح في ذلك اليوم، وألقى جلالة الملك المؤسس، طيب الله ثراه، في الاستعراض العسكري الذي جرى في مطار ماركا، وسمي فيما بعد قاعدة الملك عبدالله الأول كلمة قال فيها “جيشنا الباسل يسرنا أن نرى في مجالك عزة الوطن والقدرة القومية في الدفاع عن الحوزة وصيانة الحق، وأن تكون تحيتك لنا رمزا لطاعة الجندي وفنائه المطلق في خدمة العلم والوطن والقيادة”.

 

واستمر العمل ببناء الأردن بعد الاستقلال وأنجز دستورا جديدا للدولة، والذي صادق عليه المجلس التشريعي يوم 28 من شهر تشرين الثاني عام 1946، وفي يوم 4 من شهر آذار عام 1947 تم تشكيل أول حكومة في عهد الاستقلال، وجرت يوم 20 من شهر تشرين الأول عام 1947 أول انتخابات برلمانية على أساس الدستور الجديد.

 

لم تكن مسيرة الوطن والمحافظة عليه في التأسيس والاستقلال دون تضحيات، فسطر الجيش العربي المصطفوي الذي لم يكن يتجاوز تعداده 4 آلاف و500 جندي في حرب العام 1948، أروع بطولات التضحية والفداء في الدفاع عن فلسطين والقدس، وقدم مئات الشهداء على أرضها، وفي إحدى المعارك على أبواب القدس القديمة صدت القوات الأردنية هجوما عنيفا شنته القوات الإسرائيلية مساء يوم 16 من شهر تموز عام 1948 لتكون خسائر العدو في تلك المعركة نحو 225 قتيلا و145 جريحا.

 

وفي كانون الثاني 1948، وافق مجلس الأمة على قرارات مؤتمر أريحا، والذي نادى بالوحدة الأردنية الفلسطينية، وتشكل المجلس النيابي الأول بعد الوحدة في نيسان 1950، ثم تشكلت أول وزارة موحدة للضفتين برئاسة سعيد المفتي، وصادق الملك المؤسس على قرار الوحدة الصادر عن المجلس بتاريخ 24 نيسان من العام ذاته.

 

وبقي الملك المؤسس يذود عن حمى الأمة العربية حتى اللحظات الأخيرة من حياته، إلى أن أقدمت يد غادرة على اغتياله على عتبات المسجد الأقصى في القدس، واستشهد، طيب الله ثراه، يوم الجمعة 20 تموز 1951، لينضم إلى قافلة الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل مبادئهم وقيمهم وثوابتهم العربية النبيلة الأصيلة.

 

واعتلى جلالة الملك طلال بن عبدالله، طيب الله ثراه، عرش المملكة في عام 1951، وكان أول ضابط عربي يتخرج من كلية ساند هيرست البريطانية، إذ تحققت في حقبته إنجازات تعزز الاستقلال ودعائم المجتمع القائم على الحرية المسؤولة أمام القانون، حيث تم إصدار الدستور الأردني في 8 كانون الثاني 1952، كأول دستور وحدوي عربي، ونص على إعلان ارتباط الأردن عضويا بالأمة العربية، وتجسيد الفكر القومي للثورة العربية الكبرى، ملبيا آمال وتطلعات الشعب الأردني انسجاما مع وحدة الضفتين في عام 1950، وتنامي الشعور الوطني والوعي القومي في الوطن العربي.

 

واتخذت المملكة بعهده، قرارا يقضي بجعل التعليم إلزاميا ومجانيا، فكان له الأثر الكبير في النهضة التعليمية فيما بعد، وتم في عهده إبرام اتفاقية الضمان الجماعي العربي، وتأليف مجلس الدفاع المشترك، وأنشئ في عهده ديوان المحاسبة.

 

ومنذ أن تسلم جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، سلطاته الدستورية في الثاني من أيار عام 1953، بدأ عهد البناء والتقدم والتحديث، رغم ما كانت تشهده المنطقة والإقليم من ظروف طارئة.

 

وتصدرت القضية الفلسطينية إثر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية حينها، أولويات جلالة الملك الحسين بن طلال، حيث سعى جلالته إلى حشد موقف عربي ودولي موحد للتعامل مع هذا العدوان وتبعاته على الأردن والمنطقة.

 

وفي لحظات حاسمة من تاريخ الأردن الحديث، اتخذ الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، قرارا تاريخيا في عام 1956 بتعريب قيادة الجيش العربي، وعزل الجنرال كلوب، بعد أن تكونت قناعة أكيدة لجلالته بأن بقاء قائد إنجليزي للجيش العربي الأردني سيحد من دور الضباط العرب ويؤثر على الاستراتيجية الدفاعية للبلاد.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى