انطلاق فعاليات مؤتمر المرأة في العمل المناخي في عمّان بمشاركة كبيرة

انطلقت الأربعاء، فعاليات مؤتمر المرأة في العمل المناخي، الذي تنظمه مؤسسة القيم البيئية المستدامة وجمعية منتدى الاتحادات الفيدرالية وبدعم من الحكومة الكندية وبرعاية وزير الزراعة خالد الحنيفات، لبحث تعزيز وتمكين دور المرأة في السياسات والتشريعات وقوانين وبرامج التغير المناخي.

وشهد المؤتمر، الذي انطلقت فعالياته في فندق اللاند مارك في العاصمة عمّان، حضورا كبيرا شمل عددا من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة والجمعيات البيئية والمجتمع المدني والقياديون في العمل المناخي.

ومندوبا عن راعي الحفل وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات، قال مساعد الأمينالمنا العام لوزارة الزراعة المهندس بكر البلاونة، إن قطاع الزراعة يلعب دورا مهمّا في النشاط الاقتصادي من خلال سلسلة القيمة، حيث تقدر مساهمة القطاع في النشاط الاقتصادي بين 15-20% من خلال الروابط الخلفية والأمامية مع القطاعات الاقتصادية الأخرى كقطاع الصناعة والنقل والخدمات والسياحة وغيرها.

وأضاف أن القطاع الزراعي يمثل 5.6٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي للأردن، ويوظف أكثر من 15٪ من السكان النشطين في الأردن. إضافة إلى ذلك، توظف الزراعة 52% من النساء اللواتي يعشن في المناطق الريفية.

وأشار البلاونة إلى أن القطاع الزراعي يشكل جزءا مهما من قطاع الصادرات والميزان التجاري الاردني، حيث تشير إحصائيات التجارة الخارجية للأردن إلى أن إجمالي قيمة الصادرات الزراعية بلغت (763) مليون دينار عام 2022 وشكلت نسبة 11.60%من إجمالي الصادرات، وحقق القطاع الزراعي الاكتفاء الذاتي في عدد من منتجات الخضار والفواكه ولحوم الدواجن وزيت الزيتون وبيض المائدة.

وأكد على أن الأردن تحمّل في الآونة الاخيرة تبعات الأزمات الاقليمية والعالمية مثل؛ أزمة جائحة كورونا والإغلاقات التي نتجت عنها، إضافة إلى التغيرات المناخية الناتجة عن الاحتباس الحراري، والنزاعات الاقليمية والعالمية والذي من خلالها برز دور وأهمية المرأة في القطاع الزراعي والامن الغذائي.

وأكد البلاونة على أن الحكومة سلطت الضوء بشكل أكبر على دور المرأة في كافة قطاعات الحياة وخاصة القطاع الزراعي الذي يعتبر من أولويات الأمن الغذائي، إضافة إلى مساهمته في تعزيز الاقتصاد الوطني.

وشدد البلاونة على أن الأردن أعطى المرأة الأردنية دورا كبيرا في مواجهة هذه الأزمات من خلال مجموعة من المبادرات والأنشطة والبرامج في جميع القطاعات، موضحا أن التغير المناخي أثّر بشكل كبير على حياة النساء في مختلف أنحاء العالم ومنها الأردن نتيجة لتفاقم بعض التحديات التي يواجهها المجتمع بسبب هذا التغير، ومنها السيدات العاملات في القطاع الزراعي.

وقالت مديرة البرامج في مؤسسة القيم البيئية المستدامة دعاء الديرباني، إن مؤتمر المرأة في العمل المناخي، يتزامن مع 25 عاما على تسلّم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم سلطاته الدستورية عام 1999، والذي حرص جلالته خلال هذه السنوات في رؤيته السامية على تأكيد مسيرة الأردن الحديث والمتطور حتى تصبح المملكة مثالا يحتذى به كرائدة في مجال العمل المناخي وتثبت إمكانياتها كمركز للتكنولوجيا الخضراء.

وأكدت الديرباني على أن العاملين والمتابعين لقضايا المناخ يدركون جيدا الإرادة الكبيرة والدعم الذي يوليه جلالة الملك لقضايا التنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية وتوجيهاته للحكومات المتعاقبة بأن يكون ذلك على سلم الأولويات لتأثيرها المباشر على معيشة وصحة ورفاه المواطنين.

وأشارت الديرباني إلى أن الأردن أول دولة عربية دمجت مفهوم النوع الاجتماعي في سياساته الوطنية للتكيّف مع التغير المناخي، انطلاقا من تأثره بشكل كبير بالتغير المناخي الذي يهدد موارده المائية الشحيحة، والغذائية، والتنوع البيئي.

وشددت الديرباني على أن المرأة في الأردن تلعب دورا رئيسيا في التصدي للتهديدات المرتبطة بالمناخ في مجتمعاتهن، ويحملن على عاتقهم الدور الكبير في دفع عجلة التنمية المحلية من خلال مبادرات ومشاريع تهدف إلى تمكينهنّ اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.

وأشارت إلى جهود الأردن في تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة الذي يتمحور حول “تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات”، تزامنا مع تقديم التقرير الطوعي الثاني لرصد التقدّم المحرز لأهداف التنمية المستدامة 2030.

وقالت الديرباني إن فعاليات مؤتمر المرأة في العمل المناخي تأتي استجابة للتأثيرات المتزايدة من تغير المناخ على المجتمعات في الأردن خاصة، وفي جميع أنحاء العالم عامةـ حيث أصبح دور المرأة في قيادة الحلول المستدامة وبناء القدرة على الصمود أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وقدمت الشكر لجميع الشركاء الاستراتيجيين من جمعية منتدى الاتحادات الفدرالية والحكومة الكندية على تمويلها لهذا المؤتمر، موضحة أن هذا الدعم ليس بجديد، حيث نفذت مؤسسة القيم البيئية بدعم من الصندوق الكندي للمبادرات المحلية مشروع رفع الوعي وتحسين القدرات بين النساء الريفيات لاتباع أفضل الممارسات في الحفاظ على المياه وإدارتها على مستوى الأسرة في الشونة الجنوبية، وادي الأردن.

وأضافت الديرباني إلى أن المشروع ساهم في تدريب 25 سيدة في الشونة الجنوبية وتمكينهن اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا لمواجهة تداعيات التغير المناخي والتكيف معه.

الديرباني، قالت إن النساء في الأردن يستفدن من مهاراتهن ومعارفهن وخبراتهن المتنوعة لمعالجة تغير المناخ على جبهات متعددة، ومن النشاط الشعبي إلى الدعوة إلى السياسات، حيث تلعب النساء أدوارًا محورية في تعزيز الممارسات المستدامة، وزيادة الوعي، وتعزيز القدرة على الصمود في مجتمعاتهن.

وأضافت أن في المناطق الريفية، تحتل المرأة طليعة الممارسات الزراعية المستدامة باستخدام المعرفة التقليدية والتقنيات المبتكرة للتخفيف من آثار تغير المناخ على المحاصيل والماشية، من خلال مبادرات مثل الزراعة العضوية، والحفاظ على المياه، وإدارة التربة، لا تعمل المرأة على تعزيز الأمن الغذائي فحسب، بل تحافظ أيضا على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

‎وأكدت الديرباني أن في المراكز الحضرية، تقود النساء الجهود الرامية إلى تشجيع اعتماد الطاقة المتجددة، والحد من النفايات، وحلول النقل المستدامة. ومن خلال الدعوة إلى بدائل الطاقة النظيفة وتنفيذ ممارسات صديقة للبيئة في المنازل والشركات، تساهم المرأة في الحد من انبعاثات الكربون وبناء بيئات حضرية أكثر استدامة.

‎وشددت الديرباني على أن الدور المهم هنا يأتي في دعم هذه الجهود على ذلك إيصال الرسائل وتبيان الفرص المتوفرة في المناقشات المتعلقة بتغير المناخ، والدعوة إلى تمكين المرأة من المشاركة بنشاط في عمليات صنع القرار المتعلقة بالعمل المناخي.

من جهته، قال الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية منتدى الاتحادات الفيدرالية السيد روبك تشاتوبادياي، إن المشروع يمكّن المرأة ويساعدها في تعزيز دورها الريادي، موضحا أن مشاريع الجمعية شاملة في الأردن وتونس والمغرب، وتهدف إلى تمكين المرأة على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية ومكافحة التغير المناخي.

وأضاف تشاتوبادياي أن المنتدى نفذ العديد من الأنشطة لبناء قدرات السيدات القياديات في محافظات المملكة حول مكافحة التغير المناخي والتحديات التي تواجها المحافظات في المملكة، ونقل المعرفة في القوانين البيئية الولية والوطنية والتفكير في المشاريع البيئية ومكافحة التصحر وحماية الغابات.

وقال مدير مشروع المرأة في العمل المناخي مع مؤسسة القيم البيئية للتنمية المستدامة المهندس أحمد القطارنة، إن اجتماع اليوم يأتي لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي تلعبه النساء في التصدي لتغير المناخ في الأردن ومساهماتهن شاسعة ومتنوعة، مؤكدا على أن المساواة بين الجنسين وتمكين النساء ضروريين لتحقيق التنمية المستدامة ومواجهة التحديات التي يطرحها تغير المناخ.

وأوضح القطارنة أن الأردن قطع خطوات كبيرة في مجال صنع السياسات واتخاذ القرارات، حيث تُبرز المبادرات مثل الخطة الوطنية لتحقيق المساواة بين الجنسين التفاني في تعزيز مشاركة النساء في صياغة سياسات تغير المناخ.

وأكد أن المنظمات النسائية في الأردن تعتبر مصدر إلهام وتعمل بلا كلل على نشر الوعي حول تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات، وتدعو بشغف لصياغة سياسات تتعامل مع الضعف الذي يتعرض له الجنسين بشكل خاص، مدافعة عن حقوق النساء، وتسلط الضوء على المساهمات القيمة التي تقدمها النساء في التخفيف والتكيف مع تغير المناخ.

وفي ميدان الزراعة المستدامة والأمان الغذائي، شدد القطارنة كثيرا على الدور الحيوي للنساء في المناطق الريفية، مشيرا إلى أن قرابة 9.1% من الأسر التي ترأسها نساء تعاني من انعدام الأمن الغذائي مقارنة بـ 5.7% من الأسر التي يرأسها رجال، بحسب إحصائية دائرة الإحصاءات العامة للعام 2013.

وأكد القطارنة على أن تغير المناخ يؤثر على الزراعة وموارد المياه، ومعرفة وخبرة النساء في ممارسات الزراعة المستدامة ضرورية للتكيف مع التغيرات، وللحفاظ على المياه، وتحسين الأمان الغذائي.

ودعا إلى تسليط الضوء على الزخم المتزايد لمشاركة النساء في مشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، حيث تقوم المبادرات التي تقودها نساء بدفع اعتماد تقنيات الطاقة النظيفة، مثل الطاقة الشمسية، وتشجيع ممارسات الطاقة الفعّالة في الأسر والمجتمعات.

وفي المشهد الريادي، أشار القطارنة إلى أن النساء يحددن مكانتهن في قطاع الاقتصاد الأخضر، وفي إنشاء أعمال مستدامة في مجالات مثل السياحة البيئية، والزراعة العضوية، وإعادة التدوير، حيث تسهم بشكل كبير في التخفيف والتكيف مع تغير المناخ.

وأكد القطارنة على أن من المهم الاعتراف بأن هناك تحديات مستمرة، مثل العادات الثقافية، والوصول المحدود إلى الموارد، والتمييز القائم على النوع الاجتماعي وغيرها من التحديات التي ما زالت تشكل عقبات أمام مشاركة وقيادة النساء الكاملة في مبادرات التغير المناخي.

ووفق وزارة الزراعة، بلغت نسبة مشاركة النساء في برامج التدريب والتأهيل في قطاع الإرشاد الزراعي 60%، حيث شاركت أكثر من 2000 سيدة في برامج الوزارة المختلفة، وجرى تقديم منح بنسبة 11% من إجمالي المستفيدين في مشاريع الحديقة المنزلية والآبار والينابيع، وسجلت ما يقارب 24 سيدة من صاحبات المشاريع في حاضنة الابتكار التابعة للمركز الوطني للبحوث الزراعية بالإضافة لتنظيم المهرجانات الريفية المتنوعة.

وخلال جلساته، بحث المؤتمر في مخاطر وتحديات العمل المناخي في الأردن والآثار المتوقعة للسيناريوهات ضمن التقرير الرابع للبلاغات الوطنية التغير المناخي، إضافة إلى دور الحكومة في تعزيز وتمكين دور المرأة في السياسات والتشريعات وقوانين وبرامج التغير المناخي والمحافل الدولية بما في ذلك مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ.

وناقش المؤتمر أيضا إجراءات وزارة الزراعة والمؤسسات التابعة لها في تمكين المرأة في العمل المناخي، والحفاظ على حقوق المرأة العاملة في القطاع الزراعي، وتحقيق المنعة والصمود للمرأة العاملة في الزراعة.

كما ناقش المؤتمر في جلساته أيضا، دور وزارة المياه وسلطة وادي الأردن وأمانة عمّان في تمكين السيدات من مواجهة التغير المناخي وكيفية التعامل مع آثاره ومخاطره، ودور اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة في دعم وتمكين المرأة في العمل المناخي والسياسات البيئية بالإضافة إلى دور اللجنة كمظلة للسيدات في اتخاذ الإجراءات وتنفيذ البرامج والمشاريع للسيدات لمواجهة التغير المناخي.

وناقش المؤتمر كذلك فرص الأردن لمعالجة تغير المناخ وآثاره بالإضافة إلى المطالب المتوقعة من الحكومة لتمكين المرأة في العمل المناخي، إضافة إلى كيفية وصول التمويل المناخي للفئات الأكثر تضررا بالتغير المناخي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى