ناسا تكشف: الأرض تزداد ظلمة واختلال خطير في توازن الطاقة بين نصفي الكوكب

أظهر تحليل جديد لبيانات الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا والممتدة بين عامي 2001 و2024، أن كوكب الأرض يشهد اختلالًا متزايدًا في توازن الطاقة بين نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، نتيجة لانخفاض “البياض” أي قدرة سطح الأرض على عكس ضوء الشمس.

إقرأ أيضا: مذنب ليمون يقترب من الأرض بلمعان أخضر ساحر يمكن رؤيته بالعين المجردة

الدراسة التي نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences أوضحت أن الأرض أصبحت أكثر ظلمة خلال العقدين الماضيين، خصوصًا في نصفها الشمالي، ما يعكس تغيرات مناخية مقلقة تؤثر على حرارة الكوكب واستقراره.

ذوبان الجليد يقلل من عكس ضوء الشمس

فريق الباحثين من مركز أبحاث ناسا في فرجينيا بيّن أن السبب الرئيسي وراء هذا التغير هو ذوبان الجليد وتراجع الغطاء الثلجي في المناطق الشمالية، مما يؤدي إلى تقليل “المرايا الطبيعية” التي كانت تعكس أشعة الشمس إلى الفضاء.

إقرأ أيضا:كسوف الشمس الجزئي 21 سبتمبر 2025 | ظاهرة كسوف الاعتدال

ومع تناقص هذه الأسطح العاكسة، يمتص الكوكب طاقة شمسية أكبر، فيزداد ظلام سطحه وتتصاعد درجات الحرارة، مما يسرّع من ذوبان الجليد مجددًا في حلقة مناخية خطيرة.

تراجع الهباء الجوي يزيد من المشكلة

كما أشار العلماء إلى أن الهباء الجوي — الجسيمات الدقيقة التي تؤثر على تكوين السحب — شهد انخفاضًا في نصف الكرة الشمالي بسبب تحسن جودة الهواء وتقليل الانبعاثات الصناعية. هذا الانخفاض أدى إلى تراجع الغطاء السحابي وبالتالي انخفاض انعكاس الضوء إلى الفضاء.

وفي المقابل، ارتفعت مستويات الهباء الجوي في نصف الكرة الجنوبي نتيجة حرائق الغابات والانفجارات البركانية، ما زاد من تكوّن السحب هناك وساعد على عكس مزيد من الضوء، وهو ما خلق اختلالًا حراريًا بين نصفي الأرض.

دوامة حرارية تهدد استقرار المناخ العالمي

يحذر العلماء من أن هذا التباين في البياض يؤدي إلى تسارع الاحتباس الحراري، حيث أن ازدياد ظلام سطح الأرض يجعلها تمتص مزيدًا من الحرارة، مما يفاقم ذوبان الجليد ويزيد من ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم.

هذه النتائج تشير إلى أن الأرض تدخل مرحلة جديدة من الاختلال المناخي، حيث تصبح التغيرات في انعكاس الطاقة الشمسية أحد المحركات الأساسية لأزمة المناخ القادمة.