العساف: الذكاء الاصطناعي يربك الإعلام ويهدد وظائف الصحفيين

شدد الناطق باسم نقابة الصحفيين راشد العساف على ضرورة وضع تشريعات واضحة لضبط استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي، محذراً من تصاعد خطر الأخبار المزيفة والمحتوى المضلل الذي تنتجه هذه التكنولوجيا بسهولة. وأكد أن أدوات الأتمتة تهدد مستقبل الوظائف الصحفية التقليدية، داعياً إلى تطوير أدوات التحقق الرقمي داخل المؤسسات الإعلامية، والتعامل مع الذكاء الاصطناعي كوسيلة داعمة وليست بديلة.
أشار العساف إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تُسهم في تعميق الفقاعات الإعلامية عبر تخصيص المحتوى بشكل يعزز الانغلاق الفكري ويقلل من التنوع والموضوعية. ولفت إلى أن الحل يكمن في بناء منصات مستقلة لمراجعة المعلومات وتعزيز المهارات الرقمية لدى الصحفيين، في ظل الحاجة الملحة إلى قوانين تنظم استخدام هذه التقنية وتمنع استغلالها في التضليل والترويج لانحيازات خفية.
وتطرق العساف إلى التحديات الاقتصادية التي يعاني منها الإعلام الأردني، مبيناً أن تراجع عوائد الإعلانات وتحولها للمنصات الرقمية الكبرى أضعف المؤسسات الصحفية وأثّر على أوضاع العاملين فيها. وطالب الحكومة باتخاذ خطوات داعمة مثل تقديم إعفاءات ضريبية، وإنشاء صناديق تمويل للصحافة المستقلة، وتعديل تشريعات الإعلان لتشمل المنصات الدولية، بما يحقق عدالة في المنافسة ويحفز الابتكار الإعلامي.
وفي جانب آخر، رأى العساف أن انفتاح المؤسسات العامة على الإعلام خطوة ضرورية لترسيخ مبدأ الشفافية والمساءلة، داعياً لتيسير تدفق المعلومات بما يعزز ثقة المواطن ويرفع جودة المحتوى الإعلامي. وأكد أن نجاح هذا التوجه يتوقف على مدى التزام الجهات الرسمية بثقافة الانفتاح، محذراً من أن بعض العوائق البيروقراطية قد تعرقل التنفيذ ما لم تكن هناك متابعة جدية من النقابة وأصحاب القرار.
المصدر: RT