أستراليا أسرع اقتصادات العالم نمواً بالشرق الأقصى

سهيل  الحدوث -أستراليا الدولة القارة التي لا نسمع عنها في العالم الا قليلاً، هي من أكبر الدول العالم المتقدمة تكنولوجياً واقتصاديا. تقع أستراليا جنوب شرق أسيا وغرب المحيط الهادي إلى جزر تسمانيا، وعاصمتها السياسية كانبيرا، تاريخياً استراليا هي أكبر مستعمرة بريطانية ذات حكم فيدرالي ذاتي مستقل. يرتكز غالبية السكان في ولايتي فيكتوريا ونيوساوث ويلز، حيث يبلغ عدد السكان الكلي للبلاد إلى 24 مليون نسمة. أضف الى ذلك طبيعتها وتضاريسها الواسعة والمتنوعة التي تجعل منها أكثر البلدان تنوعاً في العالم.

تحتل استراليا كبرى اقتصادات العالم، فثرواتها الطبيعية زاخرة بأغلب المصادر الطبيعية وعلى رأسها الذهب والزنك والحديد والنفط، فلدى أستراليا أكبر مناجم الذهب الذي يسهم في الاقتصاد الوطني بنسبة 54%، السبب الذي كان محفزاً تاريخياً الى هجرات متعاقبة للباحثين عن العمل وفرص حياة جديدة قادمين عبر البحار. أضف الى ذلك مساحة الدولة ومراعيها الواسعة تجعل منها من كبرى الدول العالم ذات ثروة حيوانية طائلة.

حسب تقرير لمؤسسة بلومبيرغ للربع الأول من هذا العام، يتسارع النمو الاقتصادي الأسترالي أسرع من التوقعات، مسجلاً نمواً عاماً بنسبة 3.1%، حسب تقرير للبنك المركزي الأسترالي، قطاع الصادرات أخذ الحيز الأكبر من نسبة النمو المشهود. 

كما أن استراتيجيات البنك الأسترالي بطرح سياسة ضرائب مخفضة تصل الى 1.5%، ساهمت بتطوير الإنتاج المحلي وجذب المستثمرين الأجانب وأدت الي انتعاش الدخل القومي الأسترالي.

السؤال ما هي الصناعات التي تتملكها أستراليا والتي تعد أبرز الصادرات اقتصادها الأولى؟

الذهب – تعتبر أستراليا ثاني أكبر منتج للذهب في العالم بإنتاج يصل إلى 270 طن و1٪ في الإنتاج. ويمثل الاقليم الغربي وحده 75٪ من إنتاج الذهب الأسترالي. منذ هجرات الذهب الأولى إلى ولاية فيكتوريا الأسترالية في عام 1851، أصبحت أستراليا أكبر منتجي الذهب في العالم. حققت أستراليا من خلال هذه الصناعة والتركيز على التعدين إلى تعزيز التنمية الزراعية والصناعية في البلد بشكل كبير. تنتج أستراليا 80 طنا من الذهب وتستحوذ على أكثر من 7,400 طن من الاحتياطيات الغير المستخرجة. أستراليا هي واحدة من أكبر مصدري الذهب إلى العالم بعد الصين. كبرى شركات الذهب والمعادن في العالم هي أسترالية التنظيم. فخبرة استراليا في استخرج المعادن وتطويعها واسعة في هذا المجال.

السوق المالي سيدني- تعد سيدني من أهم البورصات العالمية بالشرق الأقصى، فهذه البورصة تطرح فيها تداول الأوراق المالية والفوركس تصل الى أرقام بالمليارات يومياً على كافة المنتجات منها الذهب والقهوة والحديد وغيرها. كما أن السوق المالي الأسترالي متنوع يطرح عدة شركات مالية متطورة منها Equiti شركة التداول المالي التي تغطي تداولات عدة مناطق بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، والتي تسمح بتداول الذهب والمعادن الثمينة.

الثروة الحيوانية- تعتبر أستراليا من الدول الرائدة في المجال التربية الحيوانية وتصديرها عالمياً، 45% من المساحة الدولة هي رعوية، فتجارة التربية الحيوانية تمتد على نطاق واسع، فهي تشكل 50% من صادراتها العالمية. حيث تتميز الأرض الأسترالية بمراعي خضراء واسعة ومناخ ملائم للرعي، كما أن وزارة الزراعة والتربية الحيوانية تتخذ مقاييس عالية بطرق التربية المواشي الحديثة وإنتاج اللحوم والألبان والصوف. لاسيما الماشية الحيوانية الأغنام. فيبلغ عدد تصدير الأغنام الى 60،000 رأس سنوياً، فتهتم أستراليا على تربية المواشي لأنّ لها ميزات كثيرة، منها سرعة التكاثر السنوي، وامراضها ضئيلة وشافية، وحظائرها رخيصة التكاليف عند انشائها، كما أنّها لا تتطلب الكثير من العمالة للإشراف عليها ورعايتها.

السياحة الأسترالية- تعتبر من البلدان الواسعة والتي تتميز بطبيعة خلابة مختلفة بغطائها النباتي والصحراوي عن القارات الأخرى. كما بأستراليا مدن عملاقة عصرية حديثة مثل سيدني وملبورن وبيرث واقعة بالشمال الغربي، غنية المعالم العصرية والتاريخية الجذابة. أضف إلى ذلك، يتميز المناخ الأسترالي بالاعتدال ولهذا تجذب شواطئها الرملية ملايين السواح سنوياً، فحسب مكتب الإحصاء السياحي الأسترالي بلغ عدد السياح الأجانب الي 8.8 مليون زائر لعام 2017، ومن أهم الشواطئ هو ساحل المرجان العظيم المسجل لدى التراث الطبيعي لدى اليونسكو وحيوان الكانغر الذي يعد رمزاً وطنياً للبلاد. مزاج الحياة واسلوبها الأسترالي يحتم حس المغامرة والترحل والاستكشاف.