جريمة قتل تفتح الباب لحقيقة مُرعبة.. هناك جاسوس يراقب ما تفعله أينما كنت

جريمة قتل مروّعة ارتكبها كريستين سوليفان؛ ضدّ صديقته جينا بيلغريني؛ بعدما طعنها حتى الموت بمنزلها في ريف نيو هامبشاير بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 الماضي.

لكن المباحث الفيدرالية الأمريكية “إف بي آي”، ظلت تبحث لفترة طويلة، كيف وصل سوليفان؛ إلى موقع بيلغريني؛ التي كانت تختبئ في ريف نيو هامبشاير، وفقاً لصحيفة “الديلي ميل” البريطانية.

واكتشفت بعدها “إف بي آي”، أن صديقته القتيلة كانت تحتفظ بسماعة “أمازون إيكو” الذكية داخل غرفة نومه، وأخرى في المطبخ، وهي ما كانت تنقل إلى سوليفان؛ كافة المعلومات الخاصة بصديقته حتى أحاديثها مع أصدقائها، بعدما تمكّن من اختراق “أمازون إيكو”.

وقالت الصحيفة البريطانية إن تلك الجريمة تفتح الباب أمام كيف أن جميع الأجهزة المتعلقة بإنترنت الأشياء، مثل: أجهزة التلفاز الذكي أو المساعد الصوتي الذكي أو حتى الأجهزة المنزلية الذكية مثل الغسالات أو الثلاجات أو حتى ألعاب الأطفال المتصلة بالإنترنت يمكنها أن تتجسّس عليك.

وقالت “الديلي ميل” إن مجموعة “أوبين رايتس” الدولية المكافحة لكل ما يخترق الخصوصية، حذّرت من أن تلك الأجهزة يمكنها أن تسجّل وتتجسّس حتى على اللحظات الحميمة بينك وبين زوجتك في غرفة نومكما.

ودللت الصحيفة على ذلك بواقعة سيدة من بورتلاند في ولاية أوريغون الأمريكية تُدعى دانييل؛ التي رفعت دعوى قضائية ضدّ شركة “أمازون” الأمريكية، بسبب أن سماعات “أمازون إيكو” سجّلت المحادثة الحميمية بينها وبين زوجها في غرفة نومها في وقتٍ متأخرٍ من الليل، وأرسلتها لعدد من الموظفين زملاء زوجها في العمل.

ولم يكتشف الزوجان ذلك إلا في الصباح، بعدما اتصل به زملاؤه يخبرونه عن سرّ إرساله محادثته الحميمة مع زوجته عبر بريدهم الإلكتروني.

ورغم أن “أمازون” عللت ذلك بأنه مجرد خطأ تقني يمكن أن يقع في أيّ مساعد صوتي آخر، وينجم ذلك عن أن زوجته نطقت بالخطأ خلال المحادثة كلمة “ابعث”، التي ظن “أمازون إيكو” أنه يريدها أن تبعث بالتسجيل لزملاء زوجها في العمل.

كما حذّرت المجموعة الأمريكية أيضاً من ألعاب الأطفال المتصلة بالإنترنت، ومن أنها باب لدخول أطراف ثالثة، مثل شركات الإعلانات إلى هواتفهم الذكية أو حتى تسجيل كل ما يدور في منزلك، وباب لأي “هاكر” لتسجيل أيّ معلومات خاصّة بك وبطفلك.

وأشارت المجموعة إلى أنه رغم أن معظم الشركات، مثل: “جوجل” و”أبل” و”أمازون” يزعمون أنهم لا يحتفظون بأيّ تسجيلات خاصة بتلك الأجهزة الذكية، إلا أنه في تحقيقات عديدة اكتشف أن تلك الشركات تحتفظ دوماً بنسخ مخفية، ويمكن أن يستغلها أيّ طرف خارجي لأيّ غرض آخر.

الحل

وقالت صحيفة “الديلي ميل” إن الحل الوحيد، وفقاً لعددٍ كبيرٍ من الخبراء، لطرد هذا الجاسوس، هو فصله عن الإنترنت بصورة كاملة.

وهذا سيجعل تلك الأجهزة الذكية بلا أيّ فائدة تقريباً، لكنها في الوقت نفسه لن تتمكّن من تصويرك أو تسجيل أحاديثك الخاصة.

وقال جيم كيلوك؛ المدير التنفيذي لمجموعة أوبين رايتس: “لا يفهم الناس مدى خطورة حصول تلك الأجهزة على تلك البيانات، أنت بتلك الطريقة منزلك بات مكشوفاً للجميع”.

كما قالت سيلكي كارلو؛ مديرة مجموعة حملات الخصوصية “بيغ براذر ووتش”: “الفكرة نفسها بأن يكون منزلك ذكياً، فكرة أن تكون مراقباً طوال الوقت ويتم التسجيل بصورة مستمرة لك، وهذا ما يجعل سيطرتك على منزلك محدودة إلى حد بعيد”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى